+A
A-

سواق الأجرة البحرينيون: عشرات الأجانب "يتكسون".. وأوضاعنا تزداد سوءًا

امتلأت السيارة الصغيرة بالركاب.. ولا بأس إن جلس أحدهما فوق الآخر، وفي المقعد المجاور للسائق، لا مشكلة إن جلس راكب، وجلس فوقه راكب آخره نصفه في السيارة والنصف الآخرة خارج النافذة! وعنما تتحرك المركبة، تشاهدها من الخلف وهي تسير وكأنها بلا إطارات من ثقل الحمولة.

أيدينا.. مكتوفة

ثمة مشاهد التقطتها كاميرا "البلاد" لعدد من الأجانب، ولا سيما الآسيويون منهم، يعملون في سياراتهم الخاصة لنقل الركاب، وهذه "المشكلة" ليست حديثة بل مستمرة منذ سنين، فيما سواق الأجرة البحرينيون يقفون مكتوفي الأيدي حيال هذه المنافسة غير القانونية بشكلها الفوضوي، والتي تؤثر على مدخولهم الذين يعيلون منه أسرهم من هذه المهنة.. هنا بعض المشاهد:

الميني باص يشيل واحد حتى السيكل وصاحبه

*المشهد الأول: بالقرب من جامع المهزع بالمنامة، لن تجد صعوبة في مشاهدة آسيوي أوقف سيارته ليعرض خدماته على الركاب، وربما أصبح هذا المكان معروفًا لدى العديد من الوافدين الراغبين في العودة من المنامة إلى إي جهة في البلد.. السيارة صغيرة لكن بالإمكان نقل 5 إلى 6 ركاب.. "موشكيل نهي.. لا مشكلة".

خطوط السير.. محددة

*المشهد الثاني: شارع اللؤلؤ في المنامة هو أيضًا موقع نشط للآسيويين الذين يعملون في نقل الركاب.. هذه المرة "ميني باص.. حافلة صغيرة" تتوقف في نقطة معينة، ليجتمع حولها الركاب... قد يكون خط السير محددًا نحو المحرق، أو نحو شارع البديع، أو هو خط يسير من المنامة إلى الرفاع مرورًا بمدينة عيسى.

الشغل مو مثل أول

*المشهد الثالث: العديد من سيارات الأجرة "البيك أب" للبحرينيين في وسط سوق المنامة.. لكن الصورة هنا ليست نشطة كما هناك.. فمعظم السواق يتحلقون حول بعضهم البعض.. سوالف لحين الحصول على "العبري.. الراكب".. الشغل مو مثل أول يا ولدي.. وحين تتحدث مع السواق فإنك ستكون أمام ذات الشكوى من فوضى قطاع النقل العام وسيارات الأجرة، واليوم، ومع هذا العدد الكبير من سيارات نقل الركاب غير المرخصة التي يملكها الوافدون، من المتوقع أن يكون الوضع أكثر سوءًا، حتى أن جمعية سواق سيارات النقل العام البحرينية ضبطت العديد من الوافدين ينقلون الركاب بحجة استخدام "تطبيق سيارات الأجرة"، لكن هذا التطبيق ليس مفتوحًا للجميع... إنه للسواق المرخصين من البحرينيين الذين يعملون وفق النظام والقانون والعداد المعتمد، بل ولدى الجمعية صورًا للمخالفين والأماكن التي يعملون فيها، والشكوى وصلت إلى الإدارة العامة للمرور، ومع الوعود المتكررة منذ سنين.. تراوح المشكلة مكانها منذ سنين أيضًا.

لم كل هذا التهاون؟

ويتساءل سائق الأجرة يوسف عتيق :"لماذا كل هذا التهاون مع مشكلة الوافدين المخالفين؟"، فنحن طالبنا منذ سنين بوضع حد لمنافستهم لنا، وعام بعد عام نجد أعدادهم تتضاعف بل أن بعضهم أصبح يعمل في سيارات جديدة.. نعم هناك من "يتكس" بسيارته القديمة أو البيك أب، لكننا نجد أحيانًا أن بعضهم يستخدم حتى سيارات الشركات التي يعمل بها أو سيارات المنزل الذي يخدمه وينقل الركاب، ويتفق صادق الليث مع الرأي القائل بأن الجهات المعنية تستطيع حل المشكلة فيقول :"ليست هناك مشكلة لا تستطيع الدولة وضع حد لها من خلال الجهة ذات العلاقة، وبالنسبة لي شخصيًا لا أرى أي اهتمام من جانب الإدارة العامة للمرور بالمشكلة".

ويشير سائق الأجرة أحمد عبدالحسين عبدالعزيز  إلى استمرار مشكلة منافسة العمالة السائبة التي كلما إزدادت كلما توجهت للعمل في بعض المهن التي تنافس البحرينيين، فما عسانا نفعل؟ كل ما نستطيع فعله هو مواصلة عملنا ونسعى للقمة العيش، لكن في الحقيقة، الوضع سيء جدًا.

"نحن كأصحاب سيارات أجرة بحرينيين نعمل من السادسة حتى العاشرة صباحًا وقد نخرج براكب واحد بدينار واحد أو نبقى في انتظار الركاب، وقد نعود إلى المنزل بلا مدخول".. هكذا تحدث السائق محمد عبدالله أبو رائد ليضيف :"هناك أعداد كبيرة من العمالة الوافدة يأتون إلى المحطة ويقومون بالاتصال بمن يعرفونهم من الآسيويين العاملين في نقل الركاب، وفي مدينة عيسى يقفون بالقرب من أسواق المنتزه، فنحن ننقل الركاب بدينارين وهم ينقلونه بدينار واحد".

أما عن التحرك المطلوب فيختصره أبو رائد بالقول :"هناك قوانين مطبقة، فالعمل في سيارات الأجرة تلزمنا كسواق بالترخيص والعداد وغيرها، ولو كانت هناك حملات ضبط لمجموعة من المخالفين لارتدع البقية.. نحن نعيل عوائل وأرزاقنا من هذه المهنة التي تأثرت كثيرًا والشكوى لله".

ويلفت سواق الأجرة إلى أنه قبل سنوات، كان هناك صرامة في تطبيق القانون، فالسائق الذي يتم ضبطه يعمل في نقل الركاب بلا ترخيص يتم ضبطه ومحاسبته قانونيًا، والمطلوب اليوم تكرار هذه الحملات بشكل دوري لضبط المخالفين وتنظيم قطاع النقل.