العدد 3827
الأحد 07 أبريل 2019
banner
القاتل بشعار “ياحسين”...
الأحد 07 أبريل 2019

تُظهر الجريمة التي ارتكبها وافد عربي بقتل عامل آسيوي الجنسية، ملامح وحشية لوجهين بشعين: الوجه الأول هو السلوك الإجرامي الخطير لفئة متوحشة من البشر، والوجه الثاني هو استغلال “أسلوب التأجيج والفتنة الطائفية” الذي هو أصلًا جريمة مهددة للسلم الاجتماعي، وكلا الوجهين مدمر لأي مجتمع.

لنلقي نظرة على حجم التأجيج الطائفي العارم خلال السنوات الثمان الماضية، بدءًا من العام 2011 وموجة ما سُمي ب”الربيع العربي” في العديد من بلدان العالم العربي والإسلامي، لتشعل قنوات فضائية ومنظومات إعلامية من صحف وإذاعات ومواقع إلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي نار الصدام الطائفي بشكل غير مسبوق، وأصبح العمل الرئيسي لتلك الأبواق هو صب مزيد من الزيت على نار الخلافات المذهبية، والهدف من ذلك كله هو تسهيل تفتيت أي مجتمع من الداخل! فالتعايش السلمي والاحترام الديني في أي مجتمع هو صمام أمان، لكن متى ما اشتعل الصدام بين المسلمين “سنة وشيعة” وبين “المسلمين والمسيحيين”، وبين أتباع هذه الديانة من أتباع تلك الديانة، يصبح من السهل تنفيذ أجندة التدمير.

عودًا إلى جريمة القتل، وفق ما نشرته صحيفة “البلاد” يوم الخميس الماضي الرابع من أبريل الجاري، والتي يمكن اعتبارها نموذجًا لاستغلال المؤثر الطائفي، فقد استمعت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى – وفقًا للخبر نصًا - إلى الطبيب النفسي، والذي أكد مسؤولية وافد عربي الجنسية يبلغ من العمر 41 عامًا، ويحمل شهادة هندسة طبية وعاطل عن العمل ”عن تصرفاته وأنه لا يعاني من أية أمراض نفسية وقت ارتكابه لواقعة قتل عامل آسيوي الجنسية، مبينًا أنه يعتقد أن طبيب السجن الذي عاين المتهم وذكر أن الأخير يعاني من مرض ثنائية القطب حسب ادعائه ليس سوى طبيب أسنان وفق ما ذكر أمام المحكمة.

ماذا فعل القاتل؟ وفق تفاصيل المحكمة، فإن المتهم ارتكب جريمته بحق الضحية رغم عدم وجود أية علاقة بينهما، إذ قتل المجني عليه فقط لأنه شاهده وهو بحالة سكر، فقرّر قتله وإخفاء آثار جريمته بمواد كيميائية، وليتمكن من تظليل المحققين كتب على جدار مسكن الضحية عبارة “الله أكبر، يا حسين، أحبك، لا “لدولة المجني عليه”، ليوحي للمحققين في القضية بأن دوافع ارتكاب الجريمة دينية وطائفية وأن القاتل شيعي المذهب، على عكس الحقيقة. إذن، الجريمة بشعة، والقاتل “متعلم”، لندرك مدى “خطورة المجرم والطائفي في آن واحد”، لنقرع المزيد من أجراس التحذير من السلوك الإجرامي والفعل الطائفي والتصدي بحزم لحماية المجتمع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .