العدد 3828
الإثنين 08 أبريل 2019
banner
إيران وحزب الله والإضرار بأمن المغرب
الإثنين 08 أبريل 2019

صحيح أن حزب الله هو الذي يقوم بالإضرار بالأمن القومي المغربي وهو الأمر الذي تأكدت منه السلطات الأمنية في المملكة المغربية الشقيقة بوسائل شتى وأعلنته على الملأ بعد رصدها عمليات تدريب واسعة لأعضاء جبهة البوليساريو على تكتيكات حرب العصابات التي يبرع فيها الحزب، وصحيح أن السلطات المغربية قامت بالقبض على مسؤول كبير في حزب الله وتأكدت من قيام الحزب بدور واضح في مساعدة البوليساريو في القيام بعمليات اعتداء على أمن المغرب واستقراره، إلى جانب معلومات أخرى أعلنت المغرب أنها توصلت إليها حول النشاط الإيراني المعادي لها داخل إحدى السفارات.

كل هذه المعلومات قالت المملكة المغربية الشقيقة إنها تأكدت منها حول حزب الله الإرهابي، لكن هل يمكن أن يقوم حزب الله بما يقوم به ضد دولة بحجم المغرب دون تنسيق أو أوامر من إيران؟

الدنيا كلها تعلم أن حزب الله ذراع إيرانية أو لنقل إيران مصغرة تأتمر بأوامر الولي الفقيه وتكلف بعمليات في أي مكان وليس فقط في لبنان طبقا لما تقتضيه المصلحة الإيرانية وتعمل جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني في تنفيذ عمليات خارجية، فهل تدخل حزب الله في سوريا وقيامه بقتل الآلاف من السوريين لمصلحة لبنان مثلا؟ وهل تدخل حزب الله في اليمن وقيامه بدعم وتدريب الحوثيين لمصلحة السعودية أو البحرين مثلا؟ وهل يقوم رئيس الحزب المذكور بتحريض جانب من أهل البحرين ويسعى لهز استقرار البحرين لصالح الأردن أو مصر مثلا؟

قضية ارتباط عمليات حزب الله على الأراضي العربية بإيران وأوامرها ومصالحها قضية محسومة وليست محل شك أو مناقشة، كما أن تورط حزب الله في الاعتداء على أمن المغرب ليس أمرا مستغربا، ففكر حزب الله فكر إيران، وإيران تنصب نفسها وصية على العالم الإسلامي كله وتسعى لفرض هذه الوصاية من خلال التدخل في شؤون الدول الإسلامية من باب الطائفية واستغلال بعض الأقليات وتحريضها على سلطات بلدانها ودفعها للتمرد وحمل السلاح.

إيران لا تريد الاستقرار لأي بلد عربي ابتداء من البحرين والسعودية ووصولا إلى المغرب، وبالتالي فتورط إيران في دعم البوليساريو بالمال والسلاح والتدريب ليس أمرا غريبا، ومن حق المملكة المغربية الشقيقة أن تتخذ من الإجراءات ما يحمي مصالحها وأبسط هذه الإجراءات أن تقطع علاقاتها مع من يسعى لهز استقرارها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .