+A
A-

بعد عبّارة الموت.. خزانات مياه العراق تنذر بكارثة

أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية الثلاثاء أن الخزانات المائية الرئيسية بلغت حدود سعتها القصوى، وسط مخاوف من حدوث تصدعات في السدود أو مزيد من الأمطار في الموسم الحالي.

وخلال الأسابيع الماضية، وبعد موجة أمطار وذوبان الثلوج في تركيا وإيران المجاورتين، امتلأت الخزانات الرئيسية الأربعة في العراق، وأدت إلى ارتفاع منسوب النهرين الرئيسين للمرة الأولى منذ عقود.

وقال المتحدث باسم الوزارة عون ذياب لوكالة فرانس برس إن "خزان دوكان تخطى السبعة مليارات متر مكعب، وهو تقريباً كامل الاحتمال".

وأكد أن "خزاني دربندخان وحمرين الواقعين شمال بغداد، لامسا اكتمال حدودهما التخزينية".

وأشار المتحدث إلى أن سد الموصل، أكبر سدود العراق الذي تبلغ قدرته الاستيعابية 11 مليار متر مكعب، وصل مستوى المياه فيه إلى تسعة مليارات".

وأوضح أن "الوزارة حذرت المجاورين للمجرى الفيضاني، وتعمل بالتنسيق مع الحكومات المحلية ومراقبة المستوى والضغوط".

وأضاف ذياب أن "الوزارة بشكل عام مسيطرة على السدود وتطلق منها الكميات الكافة وبشكل محسوب كي لا يؤثر على أحد أو يسبب أي مشاكل. لا يوجد ما يخيفنا بالنسبة لسلامة السدود واستقرارها والثقة بها".

وتساقطت أمطار غزيرة في العراق أدت إلى مصرع العشرات وأجبرت مئات العائلات على النزوح بعدما قضت السيول على محاصيلهم ومزارعهم.

ولفتت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إلى أن هطول الأمطار أدى مؤخراً إلى نزوح مئات العائلات في محافظة ميسان الجنوبية، وأن ألفي شخص آخرين معرضون لمخاطر النزوح.

كانت مستويات المياه في نهر دجلة مرتفعة بشكل ملحوظ الأسبوع الحالي، مقارنة بالشتاء الماضي عندما كان بإمكان سكان جنوب العراق عبور النهر سيراً.

وشمالا، قال مدير سد دوكان حمه طاهر "لم نشهد منذ العام 1988 ارتفاعا مماثلا في منسوب المياه"، داعيا السكان المجاورين للسد إلى المغادرة.

من جهته، قال الخبير البيئي عزام علوش لفرانس برس إن خزان الموصل في خطر.

ويتطلب سد الموصل، المبني من الجبس، حقناً منتظما للأسمنت لملء التشققات في هيكله.

وأوضح علوش أنه "إذا لم تملأ هذه التشققات بسرعة، فإن الأساس يفقد الدعم. في حال لم تتم معالجة الموضوع في الوقت المناسب، فسيؤدي ذلك إلى انهيار كارثي".

وأضاف "إذا انهار الخزان وهو ممتلئ، فستكون المنطقة تحت خطر فيضان بارتفاع خمسة أمتار من الماء".

والشهر الماضي، قضى أكثر من 100 شخص في الموصل، بانقلاب عبارة في نهر دجلة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع منسوب المياه.