+A
A-

براءة طبيبة وصديقا آسيوية ألقت بنفسها من شقتها لرفضهم معالجتها

ألغت المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة (بصفتها الاستئنافية) حكما يدين مواطن وآسيوي بالتقاعس عن إسعاف وإغاثة صديقتهما الآسيوية التي كانت قد قررت الانتحار عبر رمي نفسها من نافذة الشقة التي تقطن فيها بمنطقة الجفير، بالإضافة إلى طبيبة متهمة معهما، والتي رفضت إسعافها بدعوى وجود شبهة جنائية، فما كان من صديقيها إلا أن أعاداها لمسكنها حتى توفيت في وقت لاحق بعد استغاثتها بإحدى صديقاتها.

وقضت المحكمة الاستئنافية مجددا ببراءتهم مما نسب إليهم من اتهام  بعد إدانتهم في محكمة أول درجة بالحبس لمدة شهر لكل منهم.
ويتبين من أوراق الدعوى أن صديقي الشابة الآسيوية كانا معها لحظة حصول الواقعة في إحدى الشقق بمنطقة الجفير، وقالا إنهما تفاجئا بها تذهب بجوار النافذة وتعمدت إلقاء نفسها من خلالها، وأوضح الأول منهما أنه حاول اللحاق بها إلا أنها سقطت وارتطمت بالأرض، مبينا أنهما عندما هرعا إلى الشارع شاهداها تنزف من قدميها.
وعندما توجها بها إلى أحد المستشفيات الخاصة القريبة لمداركتها بالعلاج اللازم، إلا أن الطبيبة -المتهمة الثالثة- رفضت معالجتها مدعية وجود شبهة جنائية في حالتها، وأمرتهما بالتوجه بها إلى مجمع السلمانية الطبي.
وقرر المتهمان الأول والثاني أنهما رفضا فكرة نقلها لمستشفى السلمانية خوفا من مسائلتهما، وقررا العودة بها إلى مسكنها، وبالفعل أعاداها إلى مسكنها إذ تركاها أمام الباب وهي تنزف وانصرفا عنها.
لكن الفتاة الآسيوية تمكنت بذلك الوقت من الاستنجاد والاستغاثة بإحدى صديقاتها عبر الاتصال بها هاتفيا، والتي حضرت مسرعة إليها ونقلتها إلى مجمع السلمانية الطبي، والذي أبلغ المسؤولين فيه مركز شرطة الحورة بجلبها مصابة بإصابات بليغة وفاقدة للوعي، وعند نقلها لغرفة الإنعاش تبين لاحقا مفارقتها للحياة.
وبالقبض على المتهمان الأول والثاني قرر الأخير أنه وحال تواجده برفقة المتهم الأول والمجني عليها في شقة بمنطقة الجفير دخول إلى دورة المياه، وعند خروجه مباشرة شاهد المتهم الأول بالقرب من النافذة ونصف جسمه في الخارج ويد المجني عليها ممسكه بالنافذة وسمع صوت صراخ وارتطام، فتوجه للنافذة وعندها شاهد المجني عليها ممددة على الأرض.
وأضاف أنهما هرعا إليها وأحضرا السيارة ونقلاها لأحد المستشفيات الخاصة، إلا أنهم رفضوا إدخالها المستشفى، فتوجها بها لمستشفى آخر والذي فيه حضرت لهم الطبيبة -المتهمة الثالثة- وأبلغتهم أنها لا تستطيع إدخالها للمستشفى، ولابد من نقلها لمجمع السلمانية الطبي، لكنهما رفضا تلك الفكرة خشية التحقيق معهما.
هذا وكانت قد أحالتهم النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنهم في غضون شهر أغسطس لعام 2013 توانوا دون عذر عن إغاثة المجني عليها في كارثة.