العدد 3831
الخميس 11 أبريل 2019
banner
التغيير وإسقاطهم الحل الوحيد
الخميس 11 أبريل 2019

يعتبر موضوع التغيير السياسي في إيران واحدا من المواضيع بالغة الأهمية، خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي لنظام الملالي في إيران منذ 40 عاما، والذي تجاوز ليس الحدود الإيرانية فقط إنما حدود منطقة الشرق الأوسط بحالها، حيث جعل من قضية التدخلات الإيرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والأمن والاستقرار على المستوى الدولي، لهذا فإنه وفي الوقت الذي يطالب فيه الشعب الإيراني وبإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم أن بلدان المنطقة والعالم تتطلع لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد لهذه التدخلات.

السؤال هو: هل التغيير السياسي ممكن في إيران في ظل نظام الفاشية الدينية الحاكمة؟ من صدق ذلك فإنه لا يعلم شيئا عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام بمثابة حالة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم، فهو لا يقبل أي تغيير مهما كان شكله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد هو أن أفكاره ومبادئه هي الصحيحة ولا يمكن القبول بغيرها!

الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال والإصلاح التي يحمل لواءها جناح في النظام القائم في إيران، أثبتت الأيام خيبته وعدم جدواه خصوصا أن أدعياء الإصلاح والاعتدال الذين حكموا “ويحكمون الآن” إيران، لم يخطوا ولو خطوة واحدة بذلك الاتجاه، إنما ظلت مزاعمهم مجرد ألفاظ وكلمات رنانة لا تجد لها سبيلا على أرض الواقع.

الشعب الإيراني الذي تم خداعه لفترة طويلة بشعارات الإصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية “كما هو الأمر مع الملا روحاني”، هذا الشعب الذي أعلن في انتفاضته الأخيرة رفضه القاطع ليس للتيار المتشدد الذي جسده في شعار الموت للديكتاتور، إنما للتيار الآخر الذي يزعم الإصلاح والاعتدال بقيادة الملا روحاني، ومعنى ذلك أن الشعب بدأ يطالب بجدية بالغة بتغيير هذا النظام، لكن وكما أكدنا فإن هذا النظام لا يقبل أي تغيير حتى لو كان طفيفا بسبب تكوينه الفكري المتطرف، لذلك فإنه ليس أمام الشعب الإيراني أي خيار سوى إسقاط النظام، لأنه الحل الوحيد الممكن في هكذا حالات والذي تكفله القوانين والأنظمة المرعية الدولية.

 

مع الأخذ بنظر الاعتبار التأثيرات الكبيرة لانتفاضة 28 كانون الأول2017 من حيث جعلها قضية التغيير الحيوية في إيران ولا مناص منها، فقد جاءت كارثة السيول الأخيرة لتؤكد ضرورة التغيير وحتميته بعد أن صار ثابتا عجز النظام وفشله الكامل في إدارة الأمور بل حتى أنه السبب في مضاعفة التأثيرات السلبية للسيول بإهماله المتعمد، فإن التغيير صار ممكنا لأن كل الأوضاع والظروف والتطورات الداخلية والإقليمية والدولية تدعو لذلك وتجعله أمرا ممكنا خصوصا بعد أن صار الشعب يقف مع منظمة مجاهدي خلق في جبهة واحدة ويؤمن بشعاراتها الأساسية وفي مقدمتها شعار إسقاط النظام. “الحوار”.

 

“الشعب الإيراني أعلن في انتفاضته الأخيرة رفضه القاطع للتيار المتشدد بشعار “الموت للديكتاتور”، والتيار الآخر الذي يزعم الإصلاح والاعتدال”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية