+A
A-

الإنستغرام والواتساب الأكثر استخداما بالحملات الانتخابية

نشرت المجلة العلمية لكلية الآداب ( الآداب ) بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية بعددها الأول ضمن المجلد الثلاثون  دراسة تحت عنوان  "دور وسائل الاتصال في حملات الانتخابات النيابية في مملكة البحرين لعام 2014"   للباحثين بجامعة البحرين الدكتور علي احمد عبدالله والدكتور شعيب الغباشي.

وكشفت  الدراسة عن  أن وسائل الاتصال الاجتماعي وبالأخص الإنستقرام والواتساب قد احتلت المرتبة الأولى بين الوسائل الاتصالية التي جرى استخدامها في حملات النواب الانتخابية في مملكة البحرين ، بينما  كان الراديو والتلفزيون كانا في ذيل الوسائل الاتصالية التي اعتمد عليها النواب.

 وأضافت  الدراسة التي تم  تطبيقها على تسعة وثلاثين نائباً من إجمالي  الأربعين نائباً  الذين فازوا في 2014 أن جمهور الشباب احتل المرتبة الأولى في  اهتمامات النواب .

وأكدت الدراسة أن وسائل الاتصال من أفضل وسائل التثقيف والتوعية ومن أقوى أساليب التأثير والتغيير في وقتنا الحاضر، وقد أثر توظيفها المنتشر في نواحي كثيرة من حياة الشعوب، حيث أن وسائل الاتصال تستطيع إعلام الناس عن التنمية الوطنية مركزة اهتمامهم لحاجتهم إلى التغيير، وتبين لهم الفرص المتاحة لديهم عند حدوث التغيير في المجتمع وكيفية ومعاني وطرق التغيير. بل أن علماء الاتصال اكتشفوا في دراساتهم أن وسائل الاتصال لها دور وتأثير مهم جداً في التنمية الوطنية.

 وأشارت الدراسة إلى أن وسائل الاتصال يمكن أن يكون لها أدوار إيجابية في جوانب شتى، لعل أبرزها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، كما عملت وتعمل وسائل الاتصال على تثقيف الجماهير، وتأهيلهم، وتوسيع مداركهم، وزيادة تفاعلهم مع مجتمعهم وتقوية مساهمتهم في التنمية .

وأظهرت الدراسة   أن نواب 2014  اعتمدوا  في دعايتهم الانتخابية على عدد من وسائل الاتصال بخلاف وسائل التواصل الاجتماعي   منها  ما هو اتصال شخصي يعتمد بشكل أساسي على الاتصال المباشر بين الأفراد عن طريق اللقاءات واتصال غير مباشر عبر الهاتف، إلى أشكال أخرى من وسائل الاتصال مثل: الاتصال الجمعي والجماهيري الذي يعتمد على الخطب والمحاضرات والتلفاز، والإذاعة، والصحافة.

المستهدف من الدراسة

وقالت الدراسة: "جميع المجتمعات تعتمد إلى حد كبير على وسائل الاتصال كل حسب متطلبات شعبه والبيئة والظروف المجتمعية، فبعض هذه المجتمعات تستخدم وسائل الاتصال لمكافحة الأمية والأمراض، وبعضها تستخدم وسائل الاتصال في تطوير القدرات وتقديم القيم الإنسانية الرفيعة وتطوير التعليم العالي وكما في اليابان، فإن وسائل الاتصال تستخدم في التعليم المدرسي، وفي تدريب المدرسين وتطوير قدراتهم، وتستخدم في التوعية الطبية كما في  الولايات المتحدة الأمريكية  وغيرها من المجالات".

 وأضافت كل هذه الاستخدامات وغيرها الكثير جعل وسائل الاتصال وثيقة الصلة ومتداخلة في العديد من المجالات والتخصصات، ولعل أبرزها في وقتنا الحاضر هي السياسة، حيث تستطيع وسائل الاتصال نشر المعلومات والأخبار والأحداث السياسية زمن حدوثها، مما يؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين وسائل الاتصال بمختلف مستوياتها.

 فيما أشارت  الدراسة  إلى أن مستوى الاتصال الجمعي يحتل مكاناً وسطاً بين الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري، ويتميز بالتفاعل بين أعضائه ووحدة الاهتمام والمصلحة، وذلك مثل لقاءات المرشحين السياسيين مع الدوائر الانتخابية من خلال الندوات والمحاضرات. ويبدو ذلك جلياً أيضا في مستوى وسائل الاتصال الجماهيري حيث أن هذه الوسائل تمثل مصدراً مهما من مصادر التنشئة السياسية، وأن وسائل الإعلام تستطيع أن تؤثر على التوجهات المعرفية للفرد، وتنمي ثقافته السياسية بالقضايا والمؤسسات السياسية في مجتمعه وعن رجال السياسة أنفسهم. وتفسر هذه الدراسات كيفية استجابة الفرد وتفاعله مع ما يدور حوله من أحداث وقضايا.

وأوضحت الدراسة أن من بين أهم الأحداث التي تقوم فيها وسائل الاتصال بدور مهم وفعال، هي عملية الانتخابات عموماً، سواء أكانت نيابية، أم نقابية أم مهنية؛ فلا يمكن أن تمر مثل هذا الانتخابات من غير أن توظف وسائل الاتصال، من خلال العمليات الدعائية، كي تؤدي دورها، سواءً أكانت هذه الانتخابات تجري في بيئات اتصالية تتسم بالديمقراطية أم لا، أو بين ناخبين مثقفين أم أميين.

أهداف الدراسة

وكان من بين أهداف الدراسة بيان طبيعة الوسائل الاتصالية المستخدمة في الحملات الانتخابية وبيان مدى اعتماد أعضاء المجلس النيابي في مملكة البحرين للعام 2014 (النواب) على وسائل الاتصال في حملاتهم الانتخابية وتحديد الأساليب التي استخدمها النواب لمعرفة رد فعل الجمهور على رسائلهم الإعلامية أثناء حملاتهم الانتخابية وبيان مدى مراعاة النواب للمستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي للجمهور في اختيار وسائل الاتصال وقياس أهمية وسائل الاتصال بالنسبة للنواب في مقومات نجاح حملاتهم الانتخابية وكشف نوعية الجمهور الذي استهدفته الحملات الانتخابية للنواب.

نتائج الدراسة

 وأسفرت الدراسة عن العديد من النتائج المهمة حول دور وسائل الاتصال في حملات الانتخابات النيابية في مملكة البحرين عام 2014 والوسائل الاتصالية المستخدمة فيها والتي أكدت على استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمام كبير من النواب، وتأتي في مقدمة هذه الوسائل التي جرى استخدامها بشكل كبير وسيلة (الواتساب)، حيث بلغت نسبة المستخدِمين لها (89.2%)، تلا ذلك وسيلة (الإنستقرام) وبنسبة بلغت (86.8%)، وهو ما يضع وسيلتي (الواتساب) و( الإنستقرام) في مقدمة وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً واهتماماً من جانب النواب.

كما توصلت الدراسة إلى أن النواب استخدموا أشكال الاتصال الجمعي استخداماً واضحاً على نحو مكَّنهم من توظيفه في حملاتهم الانتخابية توظيفاً جيداً. وقد تمثلت أشكال الاتصال الجمعي في الخطب والندوات في المجالس والديوانيات والمقرات الانتخابية وغيرها. ولاشك أن وسائل الاتصال وبالأخص الخَطابة لها تأثير كبير على الجمهور العربي عموماً والبحريني خصوصاً، إذ من خلالها يصل النواب إلى شرائح أخرى عدة قد لاتهتم بوسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عما لهذه الوسائل من خصوصية ترتبط تاريخيا بالثقافة العربية والمجتمع العربي.

كما استخدام النواب بشكل لافت وكبير للرسائل النصية على الهواتف النقالة، إذ بلغت نسبة الذين استخدموا هذه الوسيلة (87.2%). وهذا يبيِّن بوضوح أهمية الدور الذي تلعبه الهواتف في هذه الانتخابات ودور الرسائل النصية في التواصل المستمر والخاص بين النائب والناخب، وذلك يعود إلى سهولة استخدامه، وقلة تكاليفه نسبيا، وسرعة وصول الرسائل النصية إلى المتلقين.

وكشفت الدراسة ان نسبة لا بأس منها من النواب (48.7%) استخدموا الصحف في دعايتهم الانتخابية، وهذا يتوافق مع دراسة العيد (2006) والتي أوضح فيها ارتفاع نسبة قراءة الصحف لدى الجمهور البحريني.

كما كشفت الدراسة ندرة أو ضآلة استخدام النواب لجهازي التلفاز والراديو وعدم اللجوء إليهما أو الاستعانة بهما باعتبارهما من الوسائل الاتصالية في دعايتهم الانتخابية، حيث بلغت نسبة الذين لم يستعينوا بالراديو أو لم يستخدموه أبداً (35.9%)، والذين لم يستعينوا بالتليفزيون أو لم يستخدموه أبدا بلغت نسبتهم (33.3%). ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكلفة الإعلانات في الراديو والتليفزيون، فضلاً عن أن الجهازين ملك للدولة، ولا توجد محطات تليفزيون أو إذاعة خاصة ومستقلة بمملكة البحرين تعمل بنظام الاستثمار والتسويق في مجال الإعلان.

فيما أجمعت النائبات على أن أهم مقوِّم من مقومات نجاح الحملات الانتخابية هو التخصص والعلم وامتلاك الثقافة والخبرة. ويفسر هذه النتيجة أن كل النساء من النواب عند قراءة سِيَرهن الذاتية تبيَّن أنهن ذوات مستويات عالية من التعليم وأنَّ حالتهن المادية أكثر من جيدة، فمن بينهن البروفيسورة في إدارة الأعمال وذات المنصب المرموق، والمحامية والمديرة لمؤسسة تعليمية،  كما أن من بينهن سيدة أعمال. أجمعن على أهمية التخصص والعلم وتوفُّر المقدرة المالية في الحملات الانتخابية.

أفاد أكثر من (94%) منهم باعتمادهم بشكل أساسي في حملتهم الانتخابية على وسائل الاتصال المختلفة. فإذا ما قارنَّا هذه النتيجة بمستويات النواب التعليمية العالية فإنها ستدلُّ على وعيهم الكبير بأهمية وسائل الاتصال وما يمكن أن تقدمه للنواب من عون وانتشار وذِيعُ صِيت لمساعدتهم على الإقناع وتوصيل رسائلهم الإعلامية. كما ساهمت وسائل الاتصال بشكل ملموس حسب رأيهم في نجاحهم بالانتخابات النيابية.

توصيات الدراسة

واستناداً إلى نتائج الدراسة فقد أوصي الباحثان بضرورة إقامة دورات علمية لتأهيل المترشحين للانتخابات النيابية وتدريبهم على كيفية استخدام وسائل الاتصال المختلفة في الحملات الانتخابية، وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية وإفساح المجال وإعطاء المساحة والفرصة الكافية لجميع المرشحين كي يظهروا عبر وسائل الإعلام الجماهيري وبالأخص الإذاعة والتلفزيون المملوكتين للدولة وذلك تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص في المجال الإعلامي وعملا أيضا بمبدأ المساواة بين جميع المرشحين وذلك لتوصيل برامجهم الانتخابية ولكي يتعرف عليهم  الناخبون وتشجيع النساء ذوات المؤهلات العليا على الترشح حيث تكون فرصة نجاحهن عالية وضرورة عمل مجموعة من الدراسات أبرزها: الحملات الدعائية وأساليبها وكيفية مواجهتها من قبل المنافسين، وابرز الموضوعات والقضايا التي تحملها وسائل الاتصال المختلفة، وابرز الأساليب التي استخدمها الأعضاء في وسائل اتصالهم لكسب الناخبين، وهل تعتمد هذه الأساليب على العاطفة أو المنطق أو التخويف أو غيرها.