+A
A-

رعب يجتاح المستثمرين من تدخل الساسة بعمل بنوك مركزية

أثارت محاولات دونالد ترمب للتأثير على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قلق صناع السياسات الاقتصادية الذين تخوفوا من أن تراجع التضخم يجعل الباب مفتوحا أمام السياسيين للضغط على البنك المركزي لتخفيض أسعار الفائدة، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.

وقال مسؤولون في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين إن البنك المركزي الأميركي ليس وحده الذي يواجه التهديدات بعدم الاستقلالية، إذ يواجه أيضا كل من البنك المركزي في الهند والبنك المركزي في #تركيا نفس الضغوط من قبل السياسيين لتخفيض أسعار الفائدة.

وقال ماريو دراغي محافظ البنك المركزي الأوروبي "يساورني القلق من استقلالية البنوك المركزية في بعض البلدان، خاصة في الولايات المتحدة". وأكد أن استقلالية البنوك المركزية هو أمر هام جداً لتحقيق المصداقية والشفافية في الإجراءات التي تتخذها تلك البنوك لتنظيم الاقتصاد.

وقال محافظ البنك المركزي السنغافوري ثارمان شانموجاراتمان إن الشعبوية التي تجتاح العالم أيضا تؤثر سلبا على البنوك المركزية. وأضاف أن الضغوط السياسية تعرض البنوك المركزية لخطر حقيقي، إذ أنه يجرها للقيام بأدوار مالية وشبه مالية جديدة خارج نطاق اختصاصها.

ترمب في تغريدة له على تويتر يوم الأحد الماضي قال: "إذا كان الفيدرالي الأميركي يقوم بدوره المنوط من أجله بالفعل، وهو مالم يحدث، لربح سوق الأسهم ما بين 5000 إلى 10000 نقطة إضافية، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 4% بدلا من 3%... وذلك بدون زيادة في التضخم. تشديد السياسة المالية كانت قاتلة، وكان يجب أن تسير عكس هذا الاتجاه".

ويتخوف الاقتصاديون من أن تراجع معدلات النمو مع غياب الضغوط التضخمية قد يفتح الباب أمام السياسيين للضغط على البنوك المركزية لتيسيير السياسة النقدية، وهو ما حذر منه الاقتصادي في جامعة هارفورد كينيث روجوف. وقال إن البنوك المركزية غالبا ما تحذر من عدم استقلاليتها لأن هذا الأمر سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع معدلات التضخم.

وقالت الصحيفة إن استقلالية البنوك المركزية أصبحت قواما اقتصاديا رئيسيا، بعد ترويضها للتضخم وقيادتها للجهود لمواجهة الأزمة المالية في العقد الماضي. وأضافت أنه مع تضخم عجز الموازنات الحكومية والمخاوف المتزايدة بشأن أزمة الديون، أصبحت البنوك المركزية هي الجهة الوحيدة التي تقدم الحزم التحفيزية للاقتصاد وتمتص الزعر من الأسواق.

ورغم ذلك، قال أكسيل وبير، محافظ بنك المركزي الألماني السابق أن المحاولات السياسية للتأثير على السياسة النقدية ليست جديدة، مشيراً إلى المحاولات الفاشلة التي كان يقوم بها المستشار الألماني السابق كونراد أدينوير للضغط على البنك المركزي خلال خمسينات القرن الماضي، مشيراً إلى أن أحدث تلك المحاولات كان في عهد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، عندما كان يتولى أدينوير منصب محافظ البنك المركزي الأوروبي.