العدد 3839
الجمعة 19 أبريل 2019
banner
الحرس الثوري وخنق نظام الملالي (1)
الجمعة 19 أبريل 2019

لا يمتلك نظام الملالي الإيراني مشروعاً سوى تلك الخطط التوسعية التي ينفذها الحرس الثوري انطلاقاً من أسس طائفية ومذهبية تسببت في حالة عارمة من الفوضى والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.

وإدراكا من القوى الكبرى للحقيقة القائلة إن الحرس الثوري الذراع العسكري لنظام الملالي، وليس الجيش الإيراني، فقد أحجمت هذه القوى لسنوات طويلة عن التصدي للتهديدات الناجمة عن السلوكيات المتهورة التي تقوم بها ميلشيات الحرس في مناطق عدة، لكن إدارة الرئيس ترامب اتخذت خطوة في غاية الحزم والصرامة حين قررت إدراج الحرس الثوري الإيراني رسمياً على قوائم الإرهاب الأميركية.

هذه الخطوة بالغة التأثير ومن يتشكك في ذلك عليه أن يعود إلى ردود أفعال النظام الإيراني ووكلائه الإقليميين ليدرك حجم تأثير القرار الأميركي، الذي ينطوي على تبعات وتداعيات عدة، أولها أن يبعث برسالة واضحة لنظام الملالي بشأن جدية الولايات المتحدة في القضاء على التهديدات الناجمة عن المخطط الطائفي الإقليمي، وأن الإدارة الأميركية الحالية لا تخشى تهديدات هذا النظام ولا تصريحات قادة الحرس الثوري، الذين باتوا يخضعون لقوانين الإرهاب ولا يستطيعون التحرك بالسهولة التي كان الأمر عليها قبل صدور هذا القرار.

هناك بعض التحليلات تقول إن قادة الحرس الثوري ليسوا من زوار الولايات المتحدة ولم تعرف عنهم زيارة عواصم الغرب كي يشعروا بالقلق إزاء هذا التصنيف، وهذا الكلام يتعامل مع ظاهر القرار ويتناوله بشكل قشري بعيد عن فحواه وجوهره، خصوصاً أنه يتعامل مع منظمة أغلب أنشطتها تتسم بالسرية، وبالتالي فالمسألة أبعد وأعمق من الظاهر بمراحل، فالقرار يعني بالتبعية حظر التعامل بين أية شركة أو كيان أو مصرف مع رموز الحرس الثوري الإيراني، ما يعني تلقائياً تجفيف منابع التمويل المصرفية، وتوجيه رسالة إنذار واضحة لكل طرف يتعامل مع الحرس الثوري أو وكلائه والميلشيات الموالية له في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول، فالارتباطات التنظيمية القائمة بين الحرس وهذه الميلشيات تحول دون تورط أي من الكيانات في توريد أي شيء، بما قد يضعها مباشرة تحت طائلة القانون الأميركي لانتهاك الحظر المفروض على منظمات الإرهاب.

هناك هدف أميركي آخر يتمثل في فضح ممارسات الحرس الثوري ومدى ارتباطه بالإرهاب، بما يؤدي إلى فصح مزاعم نظام الملالي الذي لا يكف عن الحديث عن الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، بما يؤدي بالتبعية إلى إحكام طوق العزلة الدولية حول النظام، الذي يحاول خداع العالم والتظاهر بأنه ضحية لما يصفه بالسياسات العدائية الأميركية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية