+A
A-

الركبان.. الآلاف يعودون لمناطق النظام هرباً من المجاعة

غادر نحو أربعة آلاف نازحٍ سوري مخيم الركبان الّذي يقع في الصحراء على المثلث الحدودي السوري ـ الأردني ـ العراقي ظهر الاثنين، وفق ما أفاد شهود لـ"العربية.نت".

وتوجه الآلاف لمناطق سيطرة قوات الأسد من المخيم نتيجة قلة الأدوية والمواد الغذائية والتعليم وحليب الأطفال بحسب مصادر محلية من المخيم نفسه.

ولم تكن هذه العودة لمناطق النظام متوقعة، لكن يبدو أن قوات الأسد نجحت في سياسة تجويعهم، لفرض إعادتهم لمناطقه تحت ضغوطات متطلبات الحياة اليومية.

وأكد عبدالعزيز الطيباوي، المنسّق الإعلامي لـ"جيش العشائر" والإدارة المدنية في مخيم الركبان أن "السكان يعودون لمناطق سيطرة النظام نتيجة قلة الأغذية وانعدام مقومات الحياة بالمخيم".

وأضاف في اتصالٍ هاتفي مع "العربية.نت" أن "النسبة الأكبر من العائدين لمناطق النظام هم أطفال ونساء وآخرون كبار بالسن"، لافتاً إلى أن "عدم عودة غالبية الشبان لمناطق النظام هي لمخاوفهم من تأديتهم المحتملة للخدمة العسكرية في جيش النظام وكذلك اعتقالهم".

ويعيش في مخيم الركبان الّذي تطالب موسكو بإغلاقه أكثر من 50 ألف نازح. وتوقّع الطيباوي أن "ينخفض العدد ليصل إلى 15 ألف نازحٍ فقط".

وتابع بالقول في هذا الصدد "ما لا يقل عن 4000 نازح غادروا المخيم بالفعل في الأسبوع الماضي إلى جانب حوالي 3500 نازح غادروا الاثنين لمناطق سيطرة النظام".

وبينما يعتمد النظام والروس على بعض وجهاء العشائر العربية الّذين تربطهم صلة القرابة مع قاطنين في المخيم لإعادة أكبر عدد ممكن منهم لمناطقه، يعاني العائدون أيضاً من تأمين حافلاتٍ لعودتهم.

استغلال العائدين

وأكد الطيباوي أن "العائدين يتعرضون للاستغلال وهناك سائقون يطالبونهم بدفع أموالٍ باهظة لتوصيلهم لمناطقهم مع أغراضهم".

في غضون ذلك، قال مصدر في المعارضة السورية المسلّحة في المنطقة 55 القريبة من مخيم الركبان والتي تقع ضمنها قاعدة التنف العسكرية إننا "عاجزون عن تأمين متطلبات الناس، لذا لن نمنع عودتهم هذه".

وأضاف المصدر "سيعود كبار السن والأطفال والنساء لمناطق النظام، بينما هناك آلاف الشبان سيضطرون للبقاء ضمن المخيم مهما ساءت الأوضاع فيه".

"حماية لأطفالنا من الجوع"

وفي الوقت عينه، أكدت مصادر مطّلعة أن "شباناً عادوا لمناطق النظام ومنهم من تعرّض للاعتقال بالفعل". ويعوّل نسبة كبيرة من سكان المخيم على جهود المنظمات الدولية لمساعدتهم. ويقول بعضهم لـ"العربية.نت" إننا "نعود لمناطق النظام لحماية أطفالنا من المجاعة".

وتحذر الأمم المتحدة بين الحين والآخر من الأوضاع المزرية لسكان مخيم الركبان المحاصر من قبل قوات النظام، دون أن يطرأ أي تغييرٍ على أوضاع قاطنيه.

وتهدد المجاعة عشرات الآلاف من سكان المخيم، بالإضافة لانعدام الخدمات الطبية، الأمر الّذي أدى لمقتل أطفالٍ رضع في وقتٍ سابق نتيجة درجات الحرارة المنخفضة بشدّة في فصل الشتاء.

ولم تدخل قوافل المساعدات الأممية لمخيم الركبان منذ أواخر العام الماضي، حيث دخلت أول قافلة مساعدات في شهر تشرين الثاني/أكتوبر من العام 2018 كانت الأولى منذ سنوات ولم تلبِّ حاجة السكان وفق ما أفاد بعضهم.