+A
A-

قمة أفريقيا تمنح السودان 3 أشهر لإقامة نظام ديموقراطي

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن قادة أفارقة اتفقوا خلال اجتماع عقدوه في القاهرة الثلاثاء على ضرورة إتاحة مزيد من الوقت للمجلس العسكري الحاكم في السودان لتطبيق إصلاحات ديمقراطية، حيث أعطت القمة الأفريقية المصغرة المجلس العسكري في السودان 3 أشهر لإقامة نظام ديمقراطي.

وأضاف السيسي في تصريحات في ختام القمة التي شارك فيها عدد من الرؤساء الأفارقة إن القادة "توافقوا على الحاجة العاجلة لمعالجة الوضع في السودان، وإرساء نظام ديمقراطي شامل".

وأضاف "تم التوافق على منح المزيد من الوقت لتنفيذ تلك الإجراءات" بمساعدة الاتحاد الأفريقي.

وتابع السيسي: "أكدنا على ضرورة التواصل بين دول الاتحاد الإفريقي والسلطات في السودان".

وتولى المجلس الانتقالي السلطة بعد إزاحة الرئيس عمر البشير في 11 أبريل نيسان.

ويتعرض المجلس العسكري لضغوط من المحتجين لتسليم السلطة على الفور إلى حكومة مدنية.

ويقول المجلس إنه يريد إدارة البلاد خلال فترة انتقالية تصل إلى عامين لكنه على استعداد للعمل مع حكومة مدنية تتألف من تكنوقراط.

وكان السيسي قد أعرب عن شكره لقادة الدول ورؤساء الوفود المشاركين في أعمال القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان على سرعة الاستجابة للدعوة الطارئة لعقد اجتماع اليوم الذي يجسد إيماننا بمسؤوليتنا المشتركة وحرصنا على تعزيز العمل الجماعي الإفريقي اتساقاً مع روح ومبادئ التضامن والأخوة والوحدة مع السودان الشقيق الذي يشهد حاليا مرحلة استثنائية من تاريخه، وتفعيلا لمبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية.

وفى كلمته الافتتاحية فى بداية القمة، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للشعب السوداني الشقيق الذي أثبت بسلوكه المتحضر والسلمي قدرته على التعبير عن إرادته وطموحاته المشروعة في التغيير وسعيه للتحول الديمقراطي القائم على سيادة القانون ومبادئ الحرية وإرساء العدالة وبناء دولة المؤسسات وتحقيق التنمية بما يعكس الإرث الحضاري والتاريخي للسودان الشقيق.

وأكد السيسي دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق عليه في هذه المرحلة المهمة والفارقة في تاريخه.

وفاق وطني

وقال السيسي إن اجتماع اليوم يهدف إلى بحث التطورات المتلاحقة في السودان ومساندة جهود الشعب السوداني لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، آخذين في الاعتبار الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي والقوي السياسية والمدنية السودانية للتوصل إلى وفاق وطني يمكنه من تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها لتحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها من أجل الحيلول… دون الانزلاق إلى الفوضى وما يترتب عليها من إثار مدمرة على السودان وشعبه وعلى المنطقة برمتها.

وأشار السيسي إلى أن ترسيخ مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية هو السبيل الوحيدة للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجهنا، لافتاً إلى أن الدول الإفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم فهي الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها فلكل قارة خصائصها ولكل دولة خصوصياتها ومن ثم جاء حرصنا على أن يؤدي هذا الاجتماع للتعرف على التطورات ومجريات الأمور في السودان واستشراف ما يراه السودانيون حيال مستقبلهم وسبل استعادة النظام الدستوري وإقامة حكومة مدنية في إطار عملية ديمقراطية يشارك فيها السودانيون كافة وبما يسهم في إيجاد حلول تتوافق مع طبيعة الأوضاع على الأرض وتراعي متطلبات المنعطف الخطير الذي يمر به السودان.

وأوضح السيسي أن مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه في اجتماع اليوم عقب زيارته مؤخراً للخرطوم، وشرح الجهود التي يبذلها ورؤيته للتعامل مع التطورات على الساحة السودانية لتتيح المجال لبحث سبل معاونة السودان على تخطي هذه المرحلة بثبات.

وشدد على أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم عن طريق حوار شامل جامع بين القوى السياسية المختلفة في السودان للوصول الى حل سياسي وتوافقي يحقق تطلعات الشعب السوداني في التغيير والتنمية والاستقرار ويضع تصوراً واضحاً لاستحقاقات هذه المرحلة ويقود لانتخابات حرة ونزيهة مع إتاحة الفرصة الكافية للأطراف السودانية للوفاء باستحقاقات هذه المرحلة.

وقال السيسي: "إننا كدول جوار للسودان، ودول تجمع الإيجاد، وكشركاء إقليميين نتطلع إلى تقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، للوصول إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه الشعب السوداني ويستحقه".

وأشار إلى أنه فى ظل حساسية الحدث التاريخي في السودان وأهمية تحديد المسار السياسي ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية على الساحة السودانية، يتعين على المجتمع الدولي إبداء التفهم وتقديم الدعم والمساندة للمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للتحول الديمقراطي السلمي الذي ينشده الشعب السوداني.

وشدد الرئيس المصري على أهمية دور المجتمع الدولي لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار، كما يقع على عاتق الدول الشقيقة والصديقة للسودان، والأطراف الدولية كافة تقديم الدعم والمساعدات، لتمهيد الطريق أمام انطلاق السودان لرسم مستقبل جديد.

ملفا السودان وليبيا

تستضيف القاهرة اجتماعين، الثلاثاء، للاتحاد الإفريقي على مستوى القمة للتباحث حول الشأنين السوداني والليبي.

الاجتماع الأول سيناقش تطورات الأوضاع في السودان وتعزيز العمل للمساهمة في دعم الاستقرار والسلام.

فيما سيناقش الاجتماع الثاني آخر التطورات في ليبيا وسُبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب.

وكان الاتحاد الإفريقي أمهل في منتصف أبريل الجاري المجلس الانتقالي في الخرطوم، 15 يوماً لتسليم الحكم إلى قيادة مدنية، مهدداً بتعليق عضوية السودان.

وكانت الرئاسة المصرية ذكرت، الاثنين، أنه من المقرر أن يستضيف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقي، قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بمشاركة الرئيس إدريس ديبي رئيس تشاد، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة ورئيس رواندا بول كاجامي ورئيس الكونغو ساسو نيجسو، ورئيس الصومال عبد الله فرماجو ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، ودميكي ماكونين نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ويشارك في القمة توت جالواك مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية، ومبعوثون عن رؤساء كل من أوغندا وكينيا ونيجيريا.

وقالت الرئاسة إن السيسي سيستضيف اجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الإفريقي بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب إفريقيا عضوي ترويكا الاتحاد الإفريقي، ورئيس الكونغو بصفته رئيساً للجنة المعنية بليبيا في الاتحاد الإفريقي، فضلاً عن رئيس المفوضية الإفريقية.