قبل أيام أعلن وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني في بيان القوات المسلحة اعتقال الرئيس عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وبدء الفترة الانتقالية لمدة عامين، وقال إن الفقراء زادوا فقرا، والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما... النظام ظل يردد الوعود حول مطالب الشعب السوداني، واستمر سوء الإدارة، لكن نظام البشير عاند كل ذلك وأصر على المعالجة الأمنية التى أدت إلى سقوط قتلى ومصابين.
للأسف بدأت التدخلات الخارجية مع اختلاف أسبابها بهدف زعزعة استقرار هذه المنطقة، وأخرى لا ترغب في نموذج قد يحتذى به من قبل الآخرين، وما أسموه بالربيع العربي أثبت أن الأنظمة الملكية أكثر استقراراً. السودان اليوم، قد يجرف نحو تيار موجة الخريف العربي، وإن نظرنا نظرة تفاؤلية قد يكون للتغييرات والتحديات دور في تطوير البلاد وتحسين أحوال مواطنيها إن أحسنوا التصرف.
على قيادات الحراك اليوم لتحقيق الصلاح للبلاد ضبط المطالب وتحديد السقف بدقة وعقلانية بعيداً عن العنف أو الانتقام، وتطهير المكان بحب واتحاد وتسامح، والاتعاظ من دول الربيع العربي وما لحق بها من أضرار بسبب العنف والانقسام وتفضيل المصالح الشخصية على العامة منحرفين عن المسار المطلوب والهدف المرجو من الحراك، وأي انحراف في ظل الأوضاع المضطربة حتماً سيكون له فريق يقف لاستغلاله بعيداً عن مصالح الشعب.
الأيام المقبلة ستكون حاسمة إما أن تنتهي بانتصار أو ستخوض البلاد معارك وانقسامات تبدد خيراتها وتضعف مكانتها ويصبح شعبها ضحية أخطاء وخداع ومطامع من حولها. نأمل أن ينتصر الحق على الظلم ويخرج السودان قويا قادرا على مواجهة العقبات ليعود النفع عليه وعلى شعبه والمنطقة ككل.