العدد 3847
السبت 27 أبريل 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭... ‬مذهبية‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد
السبت 27 أبريل 2019

عندما بدأت مؤامرة الربيع العربي، حاول الكسرويون الفرس احتلال العالم العربي المسلم، عبر أسلوبين قذرين كانا الوقود الدائم لهذه الثورة العرقية الطائفية... هذان الأسلوبان أو الطريقتان هما العرقية والمذهبية، فالمذهبية هي أن صنم فارس شخص يمثل الرجل الثاني بالمذهب الخميني. وهو، حسب آيديولوجيته، ليس فقط ولي الخمينيين بل كل من يعتنق الإسلام، وطاعته واجبة وولايته مفروضة على عموم المسلمين، هذا النهج المذهبي الديني لصنم فارس، يستهوي بعض المستعربين الذين يتوقون للسادية الدينية لكل من ينجح برسم صورة دينية قدسية له بينهم، فنرى حسن نصرالله، وسفيه اليمن الحوثي، والمالكي، خير مثال على ولائهم لصنم فارس.

هذا الأسلوب إن نجح بنسبة قليلة بين مستعربي الأمة العربية الإسلامية، إلا أنه لم ينجح مع الطورانيين ومحاولتهم احتلال الأمة العربية الإسلامية مذهبيا، بمعاونة طبعا النسخة السنية لحسن نصرالله والحوثي والمالكي والحشد الشعبي، ألا وهي تنظيم الإخوان الخونة، الذين اعتقدوا بغبائهم وخيانتهم أنهم قادرون أن يدخلوا المنافق الطوراني وزمرته إلى البيت العربي المسلم، من خلال تطبيلهم وتسويقهم لبطولاته الزائفة التي كشفتها الأيام لنا، وهنا يجب أن نكون منصفين، فكما نوجه اتهامنا لعملاء أدانوا بالطاعة صنمهم في فارس، فإنه من الواجب أن نوجه اتهامنا لمن أدان بالولاء للمنافق الطوراني، فنحن نتهم خونة وعملاء لا نتهم منتسبي مذهب.

والسبب في أن المذهبية لم تنجح مع الطورانيين، هو أنهم لم يقدموا منذ بداية الاحتلال الطوراني القذر والنتن للأمة العربية الإسلامية، أي رمز ديني أو فقيه أو عالم متمرس بالدين يشار له بالبنان، ويقود الأمة الإسلامية باجتهاداته وفتاويه وأفكاره الإسلامية حتى هذه اللحظة، وسط استهزاء عربي إسلامي بهذه الدولة التي تدعي الخلافة، ولم يخرج من أصلابها عالم أو فقيه إسلامي معروف، متعللين بأن لا وقت لديهم للفقه بسبب انشغالهم بالحروب، أقصد بتحطيم كل تقدم وإبداع يقوم به العرب المسلمون. لهذا، ففاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن للطورانيين أن يسوقوا أنفسهم على أنهم قادة متفقهون ويحملون نهجا إسلاميا، أسوة بما يدعيه صنمهم وأتباعه، بالرغم من استماتة قادة الإخوان في تسويق صورة المنافق الطوراني على أنه الزعيم والقائد الجديد للأمة الإسلامية بين أوساط الشعب العربي المسلم، متناسين بغباء أن هذا الشعب العربي المسلم كما كشف كهنوتية وشعوذة صنم فارس، يعرف تماما نفاق وكذب وصبيانية زعيمهم هذا. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية