+A
A-

نادي "كلمة" للقراءة ينظم مناظرة شبابية قيمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

نظم نادي "كلمة" للقراءة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، مناظرة شباببية متعمقة تناولت فوائد وسلبيات الكتب الرقمية مقارنة بالكتب الورقية، وذلك أمس ضمن فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يقام خلال الفترة من 24 ولغاية 30 أبريل الجاري.

وشملت المناقشة، التي عُقدت على المنصة الرئيسية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فريقان ضم كلٌ منهما ثلاثة متحدثين، حيث شرح كلّ منهم إيجابيات وسلبيات الكتب الورقية والرقمية في العالم المعاصر، قبل أن يتم تقييم حججهم والحكم عليها من قبل لجنة تضم نخبة من الخبراء والمختصين.

وخلال كلمته الافتتاحية في بداية المسابقة؛ أكدّ سعيد حمدان الطنيجي، مدير إدارة النشر في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والذي كان بدوره أيضاً أحد حكام اللجنة، على أهمية الكتب في حياة الإنسان ووصفها بغذاء العقل والروح.

وبدأ المهندس محمد عبيد المنصوري والذي كان عضواً في الفريق المؤيد للكتب الرقمية، النقاش بقوله أن الكتب الرقمية تمثل المستقبل ولهذا ينبغي على الجميع الاستفادة من هذه التقنية والتشجيع على استخدامها. حيث قال: "يعدّ التحول الرقمي أمراً بالغ الأهمية، وعلينا جميعاً أن نتقبل هذا التغيير بصدر رحب عوضاً عن محاولة الصدام معه".

وذكر أننا نشهد حدوث خطوة هامة نحو مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أضاف: "تبدأ رحلة التطوير هذه مع شخص واحد، وكلما ازداد التطور الفكري لهذا الشخص من الداخل، كلما عاد ذلك بالفائدة على البلاد. فنحن نعيش في رحاب دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنتهج استراتيجية تقوم على الخدمات والوثائق غير الورقية. ووفقاً إلى هذا ستتحول الحكومة بشكل كليّ وكامل إلى حكومة لا تعتمد الأوراق في معاملاتها وخدماتها اليومية، الأمر الذي من شأنه أن يوفر أكثر من مليار ورقة تستخدم في المعاملات الحكومية كل عام".

كما أشاد المهندس المنصوري بسهولة الوصول التي تتيحها الكتب الرقمية، حيث قال: "لا يتوجب على الشخص سوى النقر على زر التحميل، وسيكون لديه في غضون دقائق كتاباً ليقرأه دون عناء. وبات بإمكان الناس أيضاً جمع العديد من الكتب في جهاز واحد، مع التذكير بأن الورق يعدّ مضرّاً بالبيئة أيضاً".

وفي معرض ردّه على ذلك، قال سهيل أمين محمد، والذي كان ضمن الفريق المؤيد للكتب الورقية؛ أنه حتى في ظل التسارع الرقمي الذي يشهده العالم الآن تبقى للكتب الورقية قيمة خاصة، ولا سيما بسبب الروابط العاطفية التي تنشأ بين القرّاء وكتبهم الخاصة، حيث قال: "لا يمكن للكتب الرقمية استبدال رائحة الورق والحبر المميزة. فرابطة الإنسان مع الكتاب هي علاقة شعورية فريدة من نوعها، وذلك الشعور الذي يسري داخلنا أثناء تقليب أوراق الكتاب شعور مهم جدّاً بالنسبة إلى القرّاء".

وأضاف، "لا زالت الكتب الورقية تحتفظ بقيمتها رغم ظهور الكتب الرقمية وانتشارها في المشهد المعاصر، حيث لم تتغير قيمة الكتب الورقية خلال السنوات القليلة الماضية، فقد قرأ ما نسبته 65% من الأمريكيين كتاباً ورقياً السنة الفائتة، ما يماثل تقريباً النسبة المسجلة في عام 2012".

وأردف قائلاً أن زيارة المكتبات العامة ومعارض الكتاب، تمكن القراء من فحص وانتقاء الكتب الورقية، مما يمهد المجال أمام التعمق وقراءة المزيد من الكتب، وتوفر لنا فرصة تبادل الثقافة والمعلومات مع قرّاء آخرين. وخلّص إلى القول: "تسمح الكتب الورقية بتعزيز ذلك المفهوم الاجتماعيّ بصورة أكبر مما قد نجده في عالم الأجهزة الالكترونية. كما تعدّ الكتب الورقية استثماراً جيداً تزداد قيمته مع الزمن".