تزداد شكاوى بعض السكان من قوات "سوريا الديمقراطية" مرة أخرى عقب تظاهراتٍ مناهضة لها مجدداً في أرياف مدينتي الرقة ودير الزور شمال شرق سوريا في وقتٍ تشن فيه هذه القوات منذ نحو شهرين حملة عسكرية لملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" ومجموعات أخرى تتهمها بتنفيذ مخططات أنقرة وطهران في مناطقها.

وحول تلك البلبلة، علّق أمجد عثمان، المتحدّث الرسمي باسم "مجلس سوريا الديمقراطية" على ظاهرة الاحتجاجات التي تجتاح أرياف دير الزور بالقول إنها "منطقة تحررت منذ مدة قصيرة وتحتاج لاهتمامٍ كبير بها وتأمين متطلبات سكانها"، واصفاً ما يجري بـ "أمرٍ طبيعي، سيتم حلّه في الأيام المقبلة".

وأضاف عثمان: "نتابع الأمر عن قرب ونحاول تفهم تلك الطلبات ونناقشها مع سكان المنطقة".

وكشف المتحدّث الرسمي عن "لجنة طوارئ" شكّلتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لافتاً إلى أنه "لا يجب أن ننسى المحاولات التحريضية من قبل النظام وإيران لإعطاء صورة مغايرة عمّا هو موجود".

استياء عارم في عين عيسى

ومن جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة عين عيسى الواقعة شمال غرب الرقة، تشهد استياءً شعبياً متصاعداً إزاء ممارسات "شرطة المرور" في البلدة الخاضعة لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية".

وأشار المرصد إلى أن أسباب استياء سكان البلدة من "سوريا الديمقراطية" تعود لتعيينها عناصر سابقين من تنظيم "داعش" ضمن شرطة المرور بعدما أفرجت عنهم مؤخراً بوساطة عشائرية.

وأضاف أن "عناصر داعش السابقين أقدموا على تسجيل أكثر من 1200 مخالفة متنوعة بحق الأهالي خلال ثلاثة أيام".

وبحسب المرصد ومصادر أخرى متطابقة فإن "شرطة المرور التي عيّنت عناصر سابقين من (داعش) في صفوفها، تتجول في شوارع وأحياء البلدة برفقة سلاحها الثقيل وتتدخل بكلّ شاردة وواردة".

درار: مجرد احتجاجات فردية

إلى ذلك، قال رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، إن ما يحصل من احتجاجات في بعض مناطق قوات سوريا الديمقراطية، ليست "حالة سلبية"، مضيفاً "لكنها لا تتجاوز كونها احتجاجات فردية ليس أكثر من ذلك".

وتابع درار في اتصالٍ مع "العربية.نت" أنه "قد يكون هناك متضررون بالفعل ومن حقهم أن يطالبوا بمطالبهم المشروعة وسنلتفت لها بكل تأكيد"، على حد تعبيره.

واتهم الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية في الوقت ذاته، بعض وسائل الإعلام بـ "تضخيم الأمر"، بالقول إنها "تفبرك حتى الصور والفيديوهات في بعض الأحيان".

حصة من كعكة النفط؟!

وفي غضون ذلك كشفت مصادر مقرّبة من قوات "سوريا الديمقراطية" لـ "العربية.نت" أن أسباب الاحتجاجات في أرياف دير الزور، تعود لمطالبة بعض العشائر بحصتها من النفط المستخرج في مناطق "سوريا الديمقراطية".

وأضافت المصادر أن "عناصر من هذه العشائر مدعومة من النظام السوري وهو منْ يحرّكها باستمرار، سيما وأن مناطق قوات الأسد تعيش أزمة محروقاتٍ كبيرة في مقدمتها "البنزين".

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت "سوريا الديمقراطية" عن تمكنها من قتل 5 عناصر من الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" وفق ما أوردته وكالة هاوار للأنباء المقرّبة منها.

وقالت الوكالة في وقتٍ متأخر أمس الجمعة إن "القوات داهمت موقعاً لخلايا نائمة بريف دير الزور أثناء محاولتها الفرار، بينما عمليات البحث عن فلول التنظيم لا تزال مستمرة".

والأسبوع الماضي اعتقلت قوى الأمن الداخلي المعروفة بـ "الآسايش" أعضاءً من خلية للتنظيم المتطرّف بريف دير الزور.

وأشارت قوى الآسايش في بيان إلى أن "أعضاء الخلية كانوا يزرعون عبوات ناسفة تستهدف المدنيين في تلك المنطقة".