+A
A-

كاسبرسكي: 150 مليون هجمة الكترونية بالربع الاول

كشفت شركة كاسبرسكي لاب عن وقوع أكثر من 150 مليون هجوم ببرمجيات خبيثة في الربع الأول فقط من العام 2019، وهو ما يمثل نحو 1.6 مليون هجوم يومياً، بزيادة قدرها 8.2% عن الربع الأول من 2018.

ولم يكن من المستغرب أن تجتذب منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا كذلك حصة كبيرة من الهجمات بالبرمجيات الخبيثة التي تستهدف الهواتف المحمولة، نظراً لاشتمالها على واحد من أعلى معدلات انتشار الهواتف المحمولة في العالم. وتجاوز عدد الهجمات بالبرمجيات الخبيثة المحمولة في المنطقة خلال الربع الأول من العام الجاري 368,000 هجوم، بمعدل 4,098 هجوماً في اليوم، بارتفاع قدره 17% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.

كذلك واجهت منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا خلال الربع الأول من 2019 هجمات مستمرة في مجالات مثل:

- البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية: 3.16 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 35 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 146% عن الربع الأول من 2018.

- هجمات التصيّد: 5.83 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 64 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 334% عن الربع الأول من 2018.

- هجمات طلب الفدية: 193 ألف هجوم، بمعدل يومي قدره 2.1 ألف هجوم، وانخفاض بنسبة 18% عن الربع الأول من 2018.

وأشار أمين حاسبيني رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي لاب، إلى الانخفاض في هجمات طلب الفدية بوصفه "شاهداً مهماً على طبيعة التغيّرات التي يمكن أن تحصل في مشهد التهديدات الإلكترونية"، مؤكداً أن الشركات المنتجة للحلول الأمنية تبذل "جهوداً إضافية كبيرة" لضمان أمن المستخدمين، في حين يستمر تحوّل مجرمي الإنترنت إلى طرق أخرى أشدّ فاعلية سعياً منهم للحصول على المال، مثل تعدين العملات الرقمية، وقال: "علينا أن ندرك أن الانخفاض في هجمات طلب الفدية يعني أن الاهتمام قد تحوّل إلى مجال آخر، وعلى ما يبدو فإن التهديدات المالية التي تواجه الأفراد والمؤسسات تتزايد بلا هوادة، وليس مؤتمرنا "سايبرسيكيوريتي ويكند" إلاّ منبراً لرفع الوعي بالمجالات الجديدة والناشئة التي تعاني مَواطن ضعف".

وأظهرت إحصائيات خدمة Kaspersky Security Network السحابية أن 27.3% في المعدل من جميع المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا تأثروا خلال الربع الأول من عام 2019 بحوادث مرتبطة بتهديدات الويب، ما يُبرز الحاجة المستمرة إلى تعزيز الوعي والتثقيف الأمنيين. وضمّت المملكة العربية السعودية أكبر عدد من المستخدمين المتأثرين بهذه التهديدات، بنسبة 35.9%، في حين أن ناميبيا كانت أقل الدول تأثراً (18.5%). وقد أبلغ ما يقرب من نصف المستخدمين (بمعدل 49.3%) في المنطقة عن تهديدات محلية، كتلك التي تنتشر في الشبكات المحلية عبر الأقراص المدمجة أو قطع الذاكرة المحمولة USB. وقد وُجد أعلى تركيز لهذه التهديدات في كينيا (56.8%)، وأقلّه في جنوب إفريقيا (43.6%).

وأطْلعت كاسبرسكي لاب المشاركين في مؤتمرها السنوي "سايبرسيكيوريتي ويكند" على تطورات مشهد التهديدات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، وفي جميع أنحاء العالم. وناقش خبراء من فريق البحث والتحليل العالمي التابع لكاسبرسكي لاب، وغيرهم من الخبراء والمختصين، في المؤتمر الذي عقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، مختلف التهديدات التي تواجه المستخدمين من شركات وأفراد في الوقت الراهن، وتبادلوا الآراء والأفكار بشأن الخطوات اللازمة للحفاظ على أمنهم وأمن أنظمتهم. وجرى التركيز في المؤتمر على أمن التقنيات الحديثة والناشئة مثل إنترنت الأشياء وبلوك تشين والتهديدات الموجّهة إلى قطاعات بعينها وتُعتبر ذات تأثير مباشر في قدرة الشركات على مواصلة أعمالها التجارية بنجاح.

وتمّ خلال الحدث تسليط الضوء على المعلومات ذات الصلة بمشهد التهديدات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا خلال الربع الأول من العام 2019.

وكشفت كاسبرسكي لاب كذلك عن التهديدات التي تواجهها البلدان في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، كل على حدة. وتُظهر النظرة المقربة أن مشهد التهديد ليس موحداً دائماً، وأن بعض الدول تشهد أنواعاً معينة من التهديدات أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال، دولة الإمارات، التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، شهدت 1.1 مليون هجوم التصيد و23 مليون هجوم بالبرمجيات الخبيثة. لكن من وجهة نظر الأرقام البحتة، وجدت كاسبرسكي لاب أن تركيا تحتلّ موقع الصدارة في حوادث التصيّد بواقع 1.24 مليون هجوم والبرمجيات الخبيثة بواقع 39 مليوناً، والبرمجيات الخبيثة الموجهة للأجهزة المحمولة 87 ألفاً.

وتضمّن برنامج المؤتمر حلقة نقاشية حول التوعية والتثقيف بالأمن الإلكتروني باعتبارهما من العناصر الرئيسة لبناء حماية مستدامة لأية شركة، وهو ما يُنظر إليه باعتباره "جدار الحماية البشري".

وفي هذا السياق، قال باران إردوغان، المؤسس وكبير مسؤولي التقنية في شركة "سيكيور كومبيوتنغ" التركية: "ثمّة عاملان رئيسان يتغيران بسرعة، ما يزيد كثيراً من الحاجة إلى الوعي الإلكتروني؛ أولهما هو مساحة الهجوم التي تتطوّر وتتسع.

فقد كان التركيز ينصبّ في الماضي على الأمن المتمحور حول تقنية المعلومات نظراً لأن وصول المستخدمين إلى موارد تقنية المعلومات كان محدوداً ويتمّ عبر واجهات استخدام أقلّ تعقيداً، ولكن اختلف الوضع راهناً وأصبح الوصول إلى بيانات الشركة يتمّ من كل مكان ومن أي جهاز، كالسحابة والأجهزة المحمولة، وهذا أمر طبيعي للشركات التي ترغب في التطوّر والنمو، تسعى إلى إتاحته قدر الإمكان. أما العامل الثاني فهو ازدياد التعقيد والتطور في نواقل الهجوم، التي أضحت كذلك تتمحور حول المستخدم، فتركيز مجرمي الإنترنت يزداد أكثر اليوم على الموظفين نظراً لأنه من الأسهل بكثير اختراق تدابير الدفاع الإلكتروني من الداخل، عبر الاستفادة من الموظفين الذين يفتقرون للوعي اللازم".