+A
A-

واشنطن تبحث عن شركاء في سوريا.. لصد إيران وروسيا

يبدأ المبعوث الأميركي الخاص جيمس جيفري والمساعد الخاص لشؤون سوريا جويل رايبورن، الثلاثاء، زيارة عمل إلى تركيا ثم إلى جنيف، حيث يلتقيان ممثلين من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والسعودية، والأردن، ومصر للحديث عن سوريا.

وفي حديث مع مصادر في الإدارة الأميركية وخارجها في وقت تبدو فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكأنها تحاول دفع مسار الأوضاع في سوريا.

فبعد موافقة الرئيس الأميركي على خطة البقاء في سوريا، يشعر الأميركيون أن هذه الاستراتيجية مفيدة، وتقوم أولاً على منع عودة داعش للظهور، وثانياً تحوّل وجود القوات الأميركية، خصوصاً في منطقة التنف، إلى ضرورة عسكرية فائقة الأهمية.

مراقبة الطريق الإيراني

فوجود هذه القوات يسمح للأميركيين بالسيطرة على عدة معابر بين العراق وسوريا، ويمنع تدفق القوات الإيرانية والميليشيات المؤيدة لها عبر هذه المنطقة، كما أن وجود قوات برّية أميركية مع غطاء جوي وقدرات مراقبة يعطيها قدرة فائقة على مراقبة التحركات الإيرانية عبر الطريق الدولي، وهي تستطيع رصد شحنات الأسلحة إلى النظام السوري أو الأراضي التي يسيطر عليها.

ويتبادل الأميركيون هذه المعلومات مع باقي حلفائهم لا سيما إسرائيل، التي بدورها تشنّ هجمات على مخازن السلاح الإيراني والتابعة للنظام وتوفّر بشكل خاص على الأميركيين المواجهة العسكرية المباشرة مع الإيرانيين.

وفي هذا السياق، أكد مسؤول أميركي لـ"العربية.نت" أن وجود القوات الأميركية هو رادع للإيرانيين والقوات التابعة لهم، كما أنه يشكل ثقلاً موازياً.

وأضاف أن "هدف الولايات المتحدة هو إخراج الإيرانيين وقواتهم من هناك، وهم موجودون منذ سنوات".

إلى ذلك، تعتبر الإدارة الأميركية أن بقاءها في منطقة شمال شرق سوريا مفيد سياسياً، فمن جهة يمنع تركيا من شنّ هجوم على الأكراد في تلك البقعة، كما يضمن عدم قفز الأكراد إلى أحضان النظام وإيران وروسيا من جهة الأخرى.

مطلوب قوات على الأرض

بموازاة ذلك، يعتبر الأميركيون أن لديهم تحديات عديدة، أولها تنفيذ قرار الرئيس الأميركي بخفض عدد القوات الأميركية في سوريا والاستعانة بقوات حليفة لملء الفراغ.

فبحسب دبلوماسيين وناشطين سوريين يعملون في سوريا، فشلت الولايات المتحدة حتى الآن في إقناع البريطانيين والفرنسيين في زيادة عدد قواتهم، كما فشلوا في جلب قوات عربية كما كانوا يأملون، ويحاول الأميركيون الآن إقناع بعض الدول الأوروبية الشرقية في إرسال قوات إلى سوريا، لكنهم يواجهون مشكلة أن غالبية هذه الدول تحتفظ بعلاقات مع النظام السوري، ومن الصعب أن يوفّق الأوروبيون الشرقيون بين نشر قواتهم مع الأميركيين وحرصهم على استمرار علاقاتهم المتينة مع النظام السوري.

وتعليقاً على تلك النقطة، أوضح مسؤول أميركي "للعربية.نت" أن الإدارة الأميركية تتابع مفاوضاتها وتسعى إلى ضمان الدعم والتمويل، وأضاف أن جهود الإدارة منصبّة على منع عودة داعش والعودة الآمنة للنازحين وعلى مسار جنيف.

مواجهة الثقل الروسي

إلى ذلك، ما زالت الإدارة الأميركية مصرّة على أن الحلّ في سوريا سيكون عن طريق "مسار جنيف" واتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعروف بـ "إعلان دانانغ في فيتنام"، وهذا ما أكده المسؤول الأميركي لدى حديثه مع "العربية.نت"، على الرغم من أن إدارة ترمب ترى أكثر من أي وقت مضى أن الدور الروسي في سوريا هو دور "سيئ" وتصفه عادة بـ "غير المساعد".

ويعتبر بعض الدبلوماسيين في واشنطن أن إدارة ترمب أصبحت في لحظة ترى فيها أن بقاء جنودها في سوريا صار ضرورياً لمواجهة الانقضاض الروسي على منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً سوريا، وأن وجود القوات الأميركية في سوريا إن لم يحقّق المخططات الأميركية للأمن والاستقرار في سوريا، فهو الآن يُحبط المساعي الروسية والإيرانية للتفرّد بالساحة.