العدد 3855
الأحد 05 مايو 2019
banner
وحدة‭ ‬وطن
الأحد 05 مايو 2019

رد الصاع صاعين وأخرس كل الألسنة التي حاولت أن تنال من لُحمة الوطن وتماسكه الأبدي، هذا هو خليفة بن سلمان أسد العروبة النابض، لا يسمح إلا بالوحدة وهي تظلل بتسامحها النبيل كل الربوع والوديان، القفارِ والعمار والشطآن، هجمة شرسة حاولت أن تمس صميم تماسكنا، فسبت وهجمت وتطاولت، لكن قادتنا جاءوا في الموعد كالمعتاد، حيث لا تفرقة ولا انقسام، لا تأليب ولا تأويل ولا وألف لا للمعول الهدام.

البحرين وحدة واحدة، لا تقبل القسمة على أية معادلات، أو أية مهاترات، أو أية أقاويل أو مماحكات، إنها نعمة المولى جل وعلا عندما ينزل على عبادة السكينة، الولاء والوفاء ونبذ الضغينة، هو المواطن العارف الواعي بأن قوته في تماسكه، ومحنته في تفتته، “كم بغت دولة علينا وجارت، ثم زالت وتلك عُقبى التعدي”.

نعم صدق الشاعر، وصدق قائلها، لقد مرت مملكة البحرين في تاريخها الطويل بمحاولات تدخل خارجية، بدسائس وادعاءات، بعدوان على تماسك الشعب، بضلالات لم تصب غير صاحبها، ولكن هبة المواطن، وزئير قادته وزلزال المناجاة في القلوب المؤمنة، دحرت العدو، أصابته في مقتل، جردته من أسلحته، وكشفت ألاعيبه التي لم تعد تخيل على طفل في عمر الزهور.

لطالما أطفأ خليفة بن سلمان الفتنة برؤيته الشاملة لوطن لا يتنازل عن ثوابته، لا يفرط في فرد واحد من أهله، ولا يساوم على مقدساته ومبادئه.

البحرين شعب واحد، لا فرق بين بنيه، ولا منتميه، لا نتدخل في شؤون أحد ولا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا، أهل مكة أدرى بشعابها، هذا صحيح، لكن الصحيح أيضًا أن الزيارة الميمونة التي قام بها أخيرا رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه إلى سماحة السيد عبدالله الغريفي، أثبتت مجددًا أن أحدًا لا يستطيع أن يشق الصف، وأن أحدًا لا يمكنه الاصطياد في الماء العكر، وأن كائنًا من كان لا يحلم بأن يعيد عجلة الزمان إلى الجاهلية، فشعبنا أوعى، وقادتنا أقدر، ووطنا أبقى.

لا أحد يستطيع أن يهد همتنا، أن يساوم على وحدتنا، ولا يمكن لكل من تسول له نفسه النيل من إدراكنا العميق بأن الدين لله والوطن للجميع، وأن البحرين التي تعيش على أرضها مختلف الملل والأديان والأجناس منذ مئات السنين في سلام، لا يمكن لدخيل أو عميل أو أجير أن يهز إيمانها الراسخ بأن بحريننا لخالدة، وقادتنا لأوفياء، ومواطنينا لمؤمنون، بأن الله لا يخذل مؤمنًا، وأن سبحانه يصد عنا طمع الطامعين، وكيد الكائدين، وحقد الحاقدين، إنه نعم المولى ونعم النصير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .