+A
A-

زينة تقترح تحسين التشجير بالشوارع والدوارات

صرحت رئيس اللجنة المالية والقانونية بالمجلس البلدي الشمالي وعضو الدائرة السابعة السيدة/زينة جاسم بأن استخدام أنواع من المزروعات تكلف من الجهد والمال الكثير وتسبب الاضرار، مما يؤدي لهدر في أموال العامة التي تضيع في تكاليف ريها وصيانتها خصوصا وأن بعضها موسمي.

وأشارت إلى أن مقترحاً تقدمت به قبل فترة يهدف إلى تحسين التشجير في الشوارع والدوارات، وقد تم رفعها لوزير الأشغال وشؤون البلديات، ويأتي المقترح إنطلاقاً من قانون البلديات في مادته رقم (19) التي تنص على أن المجلس البلدي يختص باقـتراح إنشاء وتحسين الطرق ووضع الأنظمة المتعلقة بإشغالاتها، وتجميل وتـنظيف الشوارع والميادين والأماكن العامة والشواطئ، والعمل على حماية البيئة من التلوث على ضوء تجارب الدول المختـلفة وأنظمة المؤسسات الدولية في مجال البـيئة وذلك بالتـنسيق مع الجهات المختصة بشئون البـيئة في الدولة.

وذكرت أن المقترح يأتي بعد قدمت اخصائية البيئة الأستاذة هيا الدوسري عرضاً حول التشجير في البحرين.

وكانت الدوسري قالت إن البحرين تعاني من الكثافة السكانية الكبيرة يوازيها عدد كبير من السيارات ونقص شديد في وسائل النقل العام، وأن معدلات تلوث الهواء تعد من الأعلى في العالم، مثل المعامير ومدينة حمد والمنامة حيث تعاني من نسب تلوث عالية جداً وتحتل الصدارة في قوائم تلوث المدن عالمياً، كما تعيش المملكة أجواء صيفية حارة جداً ومشمسة أغلب أوقات السنة وهذا ما يزيد تكاليف التبريد ويزيد التراجع الاقتصادي، وهناك أمرٌ آخر وهو النقص الكبير في الأرصفة الصالحة للمشي واستخدام الدراجات الهوائية، كل هذه العوامل تفاقم المشاكل الموجودة مما يستدعي وضع الحلول العملية لتلافي تعقد الأمور وتخفيف العبء المالي لهذا القطاع المكلف من خلال التشجير الصحيح.

وأوضحت الدوسري أن الوضع الحالي للتشجير هو زراعة آلاف النخيل على جوانب الشوارع مع العشب والكثير من زهور البتونيا في الشتاء، فالمشكلة هو موت هذه النباتات السريع وصعوبة العناية بها وارتفاع تكاليف العناية وإعادة زراعة غيرها من جديد في كل فترة.

وقالت إن طريقة زراعة الشوارع الحالية غير مجدية مالياً وغير مستدامة بيئياً لأسباب كثيرة أولها الاختيار غير الموفق للنباتات المزروعة، فمثلاً العشب نبات يستهلك الكثير من الماء ويتطلب عناية دورية مستمرة ولا ينتمي للبيئة الصحراوية، كما أن النخيل أيضاً تتطلب عناية مستمرة ومكلفة جداً وتستهلك الكثير من الماء بينما تفتقر للظل وكفاءتها البيئية في امتصاص الملوثات من الهواء ضئيلة جداً. إهمال نخيل الشوارع ساهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة سوسة النخيل التي وصل ضررها الى نخيل المزارع والبيوت وباتت تكلف الدول الملايين لمكافحة هذه الآفة الضارة. هذا الى جانب أن نتاج النخيل لا يجب وضعها قرب عوادم السيارات حيث تنتج ثماراً ملوثة مليئة بالسموم ولا تصلح للاستهلاك البشري أو الحيواني.

وأضافت الدوسري كما أن أغلب الأشجار الموجودة بالشوارع الرئيسية يتم تقزيمه لأسباب تجميلية وهذا يحد كثيراً من الكفاءة البيئية للشجرة التي تصل لذروتها حين تكبر للحجم الكبير والطبيعي المتوقع لها. لذا فلا تمتص هذه الأشجار المقزمة الملوثات والغبار من الهواء، وتصبح الأشجار بعد تقزيمها عديمة الظل فلا تساهم بتبريد المدن الحارة وخصوصاً في الصيف الحار.

وذكرت الدوسري أن وضع التشجير في مملكة البحرين قبل أربعين عاماً تقريباً كان أفضل بكثير حيث كانت تنتشر الأشجار المحلية ذات الظل والكفاءة البيئية العالية. موجات الغبار في السنوات الأخيرة باتت أشد وأكثر حدة من ذي قبل، ذلك ما يسبب الكثير من الأضرار البيئية والصحية والاقتصادية. موجات الغبار المتزايدة مؤشر بيئي خطير على وجود نقص حاد في الغطاء النباتي في منطقتنا ويجب وضع حلول عاجلة وفعالة لهذه المشكلة قبل أن يزداد تفاقمها.

وبالنسبة للحلول، فقد أشارت الدوسري خلال عرضها إلى ضرورة تقييم وضع التشجير الحالي وتجنب زراعة النباتات الموسمية التي تستخدم الآن وتشكل مصدر هدر مالي كبير وتدهور بيئي شديد، وتحديد القياسات الصحيحة للمسافات بين الأشجار وبين الشارع والرصيف، وتصحيح نظام الري المتبع حالياً وجعله أكثر كفاءة حفاظاً على الثروة المائية، وأخيراً توعية المجتمع بشأن التشجير وأهميته وفوائده من خلال الاعلام ليتم تطبيق هذه الأفكار في البيوت والمزارع والمدارس والمساجد والأحياء السكنية، والاستفادة من تجارب الدول المجاورة في هذا الصدد.