+A
A-

بيانات رسمية.. لماذا تشهد سياحة تركيا عزوفاً عالمياً؟

كشفت الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة التركية تراجع الإقبال العربي والعالمي على السياحة في تركيا، وذلك خلافاً لما تروجه وسائل إعلام تركية أو عربية مقربة من أنقرة.

وبحسب البيانات التي نشرها معهد الإحصاء التركي في أنقرة، واطلعت عليها "العربية.نت"، ارتفعت أعداد السياح القادمين إلى تركيا بالفعل خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي بنسبة 8.5%، عما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، إلا أن الأرقام تُظهر أن نحو خمس من هؤلاء ليسوا سوى مواطنين أتراكاً يقيمون في الخارج، أي أن نحو خُمس من توافدوا على تركيا خلال تلك الفترة هم مغتربون عادوا لزيارة عائلاتهم داخل تركيا وليسوا سياحاً أجانب أو عرب.

وتبين من تقرير لمعهد الإحصاءات التركي (TÜİK) أن 6.6 مليون شخص زاروا تركيا خلال الربع الأول من 2019، لكن 17.8% من هؤلاء ليسوا سوى مواطنين أتراك يقيمون في الخارج وعادوا إلى بلدهم من أجل زيارة عائلاتهم، ما يعني أن نسبة المواطنين الأتراك أكبر بكثير من الزيادة الإجمالية في أعداد السياح الذين زاروا البلاد خلال الفترة المشار إليها.

ومن المعروف أن أغلب دول العالم لا تقوم باحتساب المغتربين الذين يعودون إلى بلدانهم بشكل دوري للزيارة ضمن السياح، كما أن أغلب دول العالم تقوم باحتساب مساهمة هؤلاء المغتربين في الناتج القومي الإجمالي بشكل منفصل وليس ضمن "القطاع السياحي".

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاءات التركي، فإن إيرادات القطاع السياحي خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي بلغت 4.63 مليار دولار أميركي، لكن 19.7% من هذه الإيرادات كان مصدرها مواطنون أتراك زاروا البلاد خلال الفترة المشار إليها.

وبالتسليم بهذه الأرقام، فإن إيرادات القطاع السياحي التركي ارتفعت خلال الربع الأول من 2019 بنسبة 4.6%، مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، لكن خُمسها جاء من مواطنين أتراك يقيمون في الخارج.

ويعاني الاقتصاد التركي من متاعب كبيرة بينها الهبوط الحاد في سعر صرف الليرة التركية، وهو الهبوط الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والخدمات، وقفزة في نسب التضخم في البلاد، فيما اتخذت الحكومة التركية إجراءات عدة من أجل استقطاب العملة الأجنبية ووقف نزيف الليرة.

وتأتي هذه البيانات في وقت يشهد الإقبال الخليجي على السياحة في تركيا تراجعاً ملموساً بسبب الأخبار المتداولة عن اعتداءات طالت خليجيين هناك، ما اضطر السفارة التركية في الرياض أخيراً لإصدار بيان تدعو فيه السعوديين والخليجيين إلى زيارة تركيا، في محاولة لنفي الأنباء عن تردي الوضع الأمني بالنسبة للخليجيين.

ودعت السفارة التركية في الرياض، في بيان لها السياح السعوديين بصفة خاصة والخليجيين بصفة عامة، للتوجه إلى تركيا في الفترة المقبلة، مؤكدة للجميع أن "السياح الأجانب ينعمون بالأمن والراحة داخل المناطق السياحية في عموم تركيا، وأنه لا خطر يهدد حياتهم وممتلكاتهم الخاصة، كما ذكرت بعض المواقع الإخبارية".