+A
A-

هكذا تنشر تركيا فكر الإخوان بمدارس اللاجئين على أراضيها

لم تكتفِ أنقرة والدوحة بتمويل أشخاص من الفرع السوري لجماعة "الإخوان المسلمين" كما هي الحال بالنسبة للمعارض السوري البارز نذير الحكيم، الذي تلقى مبالغ طائلة من الدوحة، بحسب كتاب أوراق قطر الصادر بداية الشهر الماضي، بل توجهت العاصمتان لتمويل جماعي لمؤسسات مدنية وذلك لتحقيق غايات خاصة.

وعمدت أنقرة إلى جانب الدوحة، خلال السنوات الماضية، إلى دعم مئات المدارس السورية على أراضيها، لاسيما في المناطق الجنوبية على الحدود مع سوريا التي يعيش فيها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.

وتبدو معظم تلك المدارس من الداخل كمدارس شرعية.

ويشترط عدد منها بحسب شهادات ذوي الأطفال الذين يتلقون تعليمهم فيها، ارتداء "الطالبات الصغيرات" للحجاب.

وتستخدم أنقرة بعض تشكيلات المعارضة السورية كواجهة لتمويل مثل تلك المشاريع التي تتبنى إيديولوجية "الإخوان المسلمين"، إضافة لتعليم التلاميذ السوريين اللغة التركية كلغة أساسية ضمن مناهجهم الدراسية.

تمويل مباشر من قطر

وفي هذا السياق، كشف مُدرس في ابتدائية سورية بمقاطعة شانلي أورفا أن "المدرسة التي يُدرّس بها تتلقى تمويلاً مباشراً من قطر عبر رجل دين سوري".

وأضاف المدرس الذي رفض ذكر اسمه خوفاً من الملاحقة أن "المدرسة تتلقى تمويلاً إضافياً من أنقرة في بعض الأحيان عبر مؤسسات مدنية سورية".

وتختص هذه المدارس بالتعليم للمرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الرابع، وتركّز في معظمها على المناهج الدينية واللغة التركية إلى جانب اللغة العربية كلغة ثانوية.

وتنتشر في تركيا مدارس سورية للمرحلة الإعدادية أيضاً، لكن السلطات التركية لا تعترف بشهاداتها، والحال ذاته بالنسبة للمدارس الثانوية، إذا لا تعترف أنقرة أيضاً بالشهادات الثانوية الصادرة عن هذه المدارس، وتشترط أن يخضع الطلبة السوريون الراغبون بالالتحاق بالجامعات التركية لامتحان قبولٍ إضافي.

نشر فكر الإخوان

وتقول مصادر مطّلعة إن "الهدف من هذه المدارس كلها هو نشر أيديولوجية الإخوان المسلمين بين التلاميذ، إضافة لتعليمهم اللغة التركية". ويبدو أن أنقرة تحاول توسيع مشروعها الإخواني هذا مع قرارها الأخير.

وتعتزم تركيا مع بداية العام الدراسي المقبل إلغاء كافة المدارس السورية على أراضيها ودمجها مع مؤسسات التعليم التركية دون أن تعلن أسباب هذا القرار.

وتقلصت أعداد المدارس السورية في تركيا إلى حدّ كبير مع بداية العام الدراسي الحالي.

ويربط بعض مديري هذه المدارس تقليص عددها بـ "انخفاض الميزانية التركية المخصصة لتمويل مدارسهم" بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

مدارس "الإمام والخطيب"

ونتيجة انخفاض أعداد المدارس السورية يتوجه السوريون في المرحلة الإعدادية لتلقي التعليم في مدارس "الإمام والخطيب" التركية التي تتوزع في مختلف أنحاء البلاد. وهي مدارس غير مختلطة غالباً وتهتم بالشرعية والعلوم الدينية بالدرجة الأولى.

وتقدّم مدارس "الإمام والخطيب" وغيرها من المدارس الحكومية التركية مبلغاً مالياً رمزياً يتراوح بين 15 و20 دولارا أميركيا لكل من يلتحق بصفوفها، الأمر الذي يزيد من نسبة الطلبة السوريين نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها معظمهم في تركيا.

ويقول عدد من ذوي الطلبة السوريين للعربية.نت إن "أبناءنا مرغمون على الدراسة في هذه المدارس نتيجة أوضاعنا الاقتصادية السيئة"، في وقتٍ يلتحق فيه طلبة آخرون بمثل هذه المدارس بشكلٍ طوعي بناءً على رغبتهم.

وسميت تلك المدارس التي تضاعفت أعدادها في السنوات الأخيرة بـ"الإمام والخطيب" نظراً لعدد الأئمة والخطباء الكبير الذين تخرجوا منها، كما أن الرئيس التركي الحالي كان قد تلقى تعليمه فيها.