+A
A-

هجومان في يومين.. بصمات إيران باستهداف بدائل "هرمز"

يتصاعد تهديد أمن إمدادات النفط في منطقة الخليج، في كل مرة تتعرض فيها إيران للعقوبات، لكن ما المغزى من استهداف ميناء الفجيرة وخط الأنابيب الذي يوصل النفط السعودي إلى البحر الأحمر؟

ما يجري اليوم له تاريخ، ففي 9 يونيو 2010، فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات مشددة على إيران شملت قيوداً على الاستثمارات وحظراً على بعض الأسلحة، وتوسيع لائحة الأفراد والكيانات المشمولين بالعقوبات.

وتمر أسابيع قليلة، وفي 25 أغسطس 2010، يقع حادث غامض في مضيق هرمز. هجومٌ على ناقلة النفط اليابانية M STAR.

ولا تتبنى إيران الهجوم، وليس من عادتها أن تفعل، لكن يصدر التبني من منظمة متطرفة مغمورة، عنوانها الصلة بتنظيم القاعدة.

وينقطع حبل المسؤولية عند هذا الحد.

واليوم، تعود العقوبات الأميركية بنسخة لا سابق لها، فيعود التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، المعبر الذي يمر عبره ما يقارب ثلث الإمدادات النفطية العالمية التي تنقل عبر البحار، أي ما يزيد على 2.5 مليون برميل يومياً، لكن بين 2010 و2019 تغيّرت أشياء مهمة في خريطة الإمدادات.

فقد أنجزت السعودية خطا جديدا لنقل النفط من الشرق إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، بطاقة تقارب 5 ملايين برميل يوميا، ويجري العمل بمشروع لزيادتها إلى 7 ملايين برميل يوميا.

ودشنت الإمارات خط أنابيب ينقل النفط من حقول أبوظبي إلى ميناء الفجيرة، بطاقة 1.8 مليون برميل يوميا، أي أن بإمكان الإمارات والسعودية أن تصدّر ثلثي نفطهما من دون المرور بمضيق هرمز.

ويكون المشترك بين ما جرى في الفجيرة من تخريب لسفن تجارية وفي السعودية من استهداف لمضخات لنقل النفط عبر البحر الأحمر، أنه يشكل استهدافا لبدائل تصدير النفط عبر هرمز الذي هددت إيران بإغلاقه ومنع تصدير نفط الخليج كرد على تصفير واشنطن لصادرات طهران النفطية.