+A
A-

نيران ترمب "الصديقة" تزيد خناق الشركات الأميركية

تحملت الشركات الأميركية الكثير من الأعباء الإضافية على تكاليف إنتاجها، بسبب الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي على الصين.

ونالت هذه الأعباء من عدة قطاعات بدءا من الرقائق التكنولوجية الخاصة بالحاسب الآلي إلى جرارات الأراضي الزراعية.

وحتى قرار الرئيس الأميركي ترمب بشأن الحديد والصلب، لم يكن تأثيره كما كان متوقعا، إذ ساهم أيضا في زيادة المعروض من الحديد الأميركي في السوق، وبالتالي من المتوقع أن يؤدي إلى تراجع إيرادات تلك الشركات، وفقا لرويترز.

وقال ترمب يوم الأحد الماضي، إنه سيرفع التعريفة الجمركية على بضائع صينية تستوردها بلاده من 10 إلى 25%، للضغط على بكين للموافقة على الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة.

وأعلنت شركتان أميركيتان في قطاع التكنولوجيا تأثرهما بالحرب التجارية الأميركية، إذ خفضت شركة أبل من توقعاتها للمبيعات خلال الربع الأول من العام الجاري، وأرجعت ذلك إلى بطء المبيعات لأجهزة آيفون في الصين. وبنهاية الشهر الماضي، بعد أن خفضت أبل الأسعار، ارتفعت المبيعات، وعزت أبل هذا الأمر إلى تراجع حدة الخلافات التجارية بين البلدين، لكنها لم تفصح بعد عن التأثير المتوقع من عودة التوترات.

وقالت شركة انتل، المصنعة للرقائق الإلكترونية، الشهر الماضي، إنها خفضت توقعاتها لإيرادات عام 2019، وأرجعت ذلك إلى تراجع الطلب من الصين.

وفي قطاع السيارات والدراجات النارية، توقعت شركة فيات كرايسلر، ارتفاع تكلفة الإنتاج، بسبب ارتفاع التعريفة الجمركية، بنحو 750 مليون يورو خلال العام.

ووضعت شركة جنرال موتورز نحو مليار دولار كتكلفة إضافية هذا العام بسبب زيادة الجمارك والمواد الخام، مشيرة إلى أن أسعار الألمنيوم والحديد شهدت تحسنا، ولكن أسعار البضائع الأخرى مثل البلاديوم ارتفعت.

وقالت شركة فورد موتور إنها تحملت أعباء إضافية العام الماضي تبلغ 750 مليون دولار من الآثار المتعلقة بالتعريفة الجمركية. وأضافت أن انخفاض حجم المبيعات وزيادة تكاليف السلع بما في ذلك الآثار المتعلقة بزيادة الجمارك، أضافت نحو 500 مليون دولار إلى تكاليف الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقالت شركة هارلي دافينسون للدراجات النارية إن التعريفة الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي والصين، زادت من تكاليفها بنحو 23.7 مليون دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تتراوح بين 100 و120 مليون دولار في 2019.

وفي القطاعات الاستراتيجية مثل المعدات الثقيلة، قالت شركة كاتر بيلر إن التعريفة الجمركية قد تزيد من تكاليف الشركة ما بين 250 و350 مليون دولار في 2019.

وقالت شركة ديري أند كو، في فبراير الماضي، إنها تتوقع أن تكلفها التعريفية الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الصينية، نحو 100 مليون دولار في 2019.

وسجلت شركة نيكور كورب، أكبر مصنعي الحديد في الولايات المتحدة، أرباحا قياسية، كما وصلت مستوى شحناتها إلى مستوى قياسي في عام 2018، مستفيدة من التعريفة الجمركية، ولكن الشركة توقعت الشهر الماضي أن تقل أرباح الربع الأول من العام الجاري عن توقعات المحللين الأميركييين، مشيرة إلى أن تراجع متوسط أسعار البيع وتأخر بعض الشحنات إلى الزبائن في قطاع الإنشاءات كان سببا في هذا الأمر.

وأدت التعريفة الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب على واردات حديد التسليح، خاصة من الصين، إلى زيادة الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة، ما أدى إلى تراجع الأسعار.

وفي قطاع الزراعة، تراجعت الأرباح التشغيلية المعدلة لشركة "أرشر دانيلز ميدلاند" بنسبة 30% في الربع الرابع لتصل إلى 183 مليون دولار، لأن الحرب التجارية مع الصين أضرت بأعمالها في بلاد المنشأ للذرة وفول الصويا.

وقالت شركة كارجل في مارس الماضي إن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وغيرها من الاضطرابات في سلاسل التوريد، استمرت في التأثير على الأرباح من أنشطة المنشأ والتجهيز، وهي الوحدة الأساسية التجارية التي تحقق أرباحا للشركة.