+A
A-

"أهل الإبل" برنامج وفاء لسفن الصحراء يغوص في أسرارها ويروي تاريخها

عرفت البيئة الإماراتية الإبل منذ أكثر من 2000 عام، وبعض الترجيحات يرجعها إلى 5000 آلاف عام، اعتمد خلالها الناس عليها بصورة كبيرة في النقل والتجارة إلى جانب الرعي والصيد، فضلاً عن كونها مصدراً للحوم والألبان والجلود وغير ذلك، فكانت سفن الصحراء خير صديق للإنسان عندما تتعلق الأمور برحلات صحراوية طويلة وشاقة، حيث لا يمكن لأي حيوان آخر احتمالها عدا الجمال.

واشتهرت المنطقة العربية عموماً بانتشار الجمل العربي ذو السنام الواحد، إلى جانب الجمل ذو السنامين وإن كانت أعداده محدودة، إلا أن الأبل في مجملها اكتسبت مكانة متميزة في حياة البدوي، نظراً لقدرتها على سبر الصحراء وتحملها للمناخ الصحراوي، فضلاً عن استخداماتها في التجارة، والتنقل، حتى باتت اليوم تمثل رمزاً رئيساً من رموز التراث في دولة الإمارات.

ولأنها مرتبطة تاريخياً بهذه الأرض ولها مكانتها نظراً لما قدمته للأجداد فقد أعد تلفزيون الوسطى من الذيد برنامجاً متخصصاً بعنوان "أهل الإبل" يسلط الضوء على مختلف الجوانب التي تتعلق بحياة الإبل، وسلالاتها، وأنواعها، وتدريبها، وعلاجها، حيث استعرض في دورته الأولى 18 حلقة من البرنامج.

أما في الدورة الثانية من "أهل الإبل" فقد تم تصوير خمس حلقات حتى الآن، تركز في مجملها على العديد من القضايا التخصصية، وتقدم للمشاهدين في كل حلقة باقة متنوعة وثرية من المعلومات التي تحيط بمختلف جوانب سفينة الصحراء.

ويوضح عبيد بن حامد الطنيجي مقدم ومعد البرنامج أن الإبل تحظى في دول مجلس التعاون الخليجي بخصوصية واهتمام، نظراً لتاريخها الذي ارتبط بهذه المنطقة، ومع ظهور البترول وتطور الحياة ازدادت عناية الناس بالجمال وتطورت إلى حد كبير، ومن هنا فإن قناة الوسطى تهدف من وراء هذا البرنامج الذي يعرض السبت من كل أسبوع في تمام الساعة 1 ظهراً ويعاد بثه في 10 مساءً، إلى تسليط الضوء على أسرار الإبل، وطرق تدريبها على السباقات، ووسائل علاجها وغيرها من المعلومات من خلال استضافة المختصين في هذا المجال.

ويقول الطنيجي " الإبل رفيقة اهل البادية منذ فجر التاريخ، ولها مكانتها وخصوصيتها عند سكان البادية، الذين يعيشون بساطة الحياة، حيث كانت الإبل تتحمل المهام الشاقة والجسيمة من التنقل، وحمل الأثقال والمتاع من مكان إلى آخر، وما ترتب من تطور في مختلف مناحي الحياة يجعلنا أوفياء لما قدمته لنا هذه الحيوانات التي باتت جزءاً من تاريخنا وتراثنا".

ويلفت معد البرنامج إلى أن "أهل البادية" يضع أمام المشاهدين والمتابعين أنواع الإبل في منطقة الخليج، بالإضافة إلى أنواعها في آسيا وإفريقيا، إلى جانب تعريفهم بالمستويات الأربعة التي تشكلها الإبل في الإمارة، والتي تتوزع بين هجن السباق، وإبل المزاينة، وإبل مسابقات الحليب، وإبل اللحوم والنقل.

ويشكل البرنامج نقلة نوعية في البرامج التي تتناول عوالم الحيوانات لا سيما الإبل، حيث يمهد البرنامج لتأسيس دراسة شاملة وأرشيف متكامل يضم في ثناياه معلومات كاملة ودقيقة عن حياة الإبل، وتفاصيل أنواعها، وعلاجها، وتدريبها، وتكاثرها، بالإضافة إلى مكانتها في الموروثات الشعبية الإماراتية، ومظاهر الاهتمام الرسمي بالإبل في الإمارات، والجهود التي تبذلها الدولة للمحافظة عليها والعناية بها.