+A
A-

الجزائر تغلق ساحة البريد.. قلب الحراك النابض

أغلقت السلطات الجزائرية، ليل الثلاثاء- الأربعاء، ساحة البريد المركزي، القلب النابض للحراك الشعبي، والميدان الذي احتضن أغلب التظاهرات والحركات الاحتجاجية الرافضة لنظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولبقاء رموزه، منذ بدايتها في 22 فبراير.

ساحة البريد في الجزائر

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة تسييج مبنى البريد المركزي بصفائح حديدية من طرف العمّال، في خطوة أثارت جدلا واسعا بين الجزائريين.

وبينما بررت السلطات قرار الغلق بحماية المبنى التاريخي من الانهيار، بعد تسجيل بعض الاهتراءات والتشققات على السلالم بفعل الوزن الزائد، وبالنظر لقدم هذا المبنى العتيق، رأى جزائريون أن هذا الإجراء هو محاولة من السلطة للتخفيف من زخم المظاهرات المناهضة لها.

قبلة المتظاهرين

ومنذ بداية الحراك الشعبي، مثّلت ساحة البريد المركزي التي يعود تاريخها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي والواقعة في قلب الجزائر العاصمة بالقرب من مبنى البرلمان وقصر الحكومة، قبلة المتظاهرين القادمين من مختلف أنحاء البلاد، والملتقى الجامع لشباب الحراك، الذي يحجون إليه بعد كل صلاة جمعة، لرفع مطالبهم، كما كان هذا الميدان شاهدا على حركة التغيير الذي تشهدها الجزائر، هذا العام.

البريد المركزي

ويعود تأسيس "قصر البريد المركزي" إلى عام 1910، وأشرف على تصميمه المعماريان الفرنسيان "فوانو" و"توندوار"، اللذان حرصا على أن يحافظ المبنى على الهوية الجزائرية، سواء من خلال صومعتين صغيرتين جعلتاه أشبه بالمسجد، أو الأقواس والزخارف داخل وخارج البناء، ليكتمل بناؤه عام 1913.

وفي عام 2015، قرّرت الجزائر تحويل مقر البريد المركزي إلى متحف كبير، كونه يعدّ من أهم المعالم والقصور التاريخية بالبلاد، وذلك بعد أن كان يقدّم خدمات بريدية للمواطنين.