العدد 3876
الأحد 26 مايو 2019
banner
بطولات “بوشلاخ” الخالدة
الأحد 26 مايو 2019

في إعلام الفضاء السايبراني اليوم، يتفنن العباقرة وأصحاب الفضيلة ممن ينسبون أنفسهم لمشايخ الدين ومجموعة أخرى من المحللين والراصدين والمفكرين والإعلاميين والمثقفين والمفكرين ومعهم إدارات وفرق عمل إعلامية تدير فضائيات ومواقع إلكترونية وصحف ورقية و”ديجيتالية” في أنواع الكذب والهراء والدجل والتشليخ، ولو كان الأمر بيدنا لكتبنا عن قنوات محددة وبرامج محددة وأسماء محددة نالت منها من الأمة العربية ما نالت بسبب “قنابلهم في كل المواسم وكل الظروف وكل الأزمات”.. هم باختصار.. تجار الأزمات.

للعمل يا جماعة الخير، وهذا الأمر نكرر عليه ونكتب فيه ونعيد الكتابة فيه من باب توعيه أنفسنا والآخرين، هناك الكثير من الفضائيات أصبحت تتفق مع ضيوفها “للتمثيل”.. أي للضحك على عقولنا! نراهم يتعاركون في الأستوديو.. لكن ذلك متفق عليه.. يرمى أحدهم على الآخر كأس الماء.. متفق عليه.. يصرخ هذا ويشتم هذا.. متفق عليه.. تتكسر الطاولات.. متفق عليه، فقد أصبح هذا النوع من “المشلخين” من بين البضائع الأكثر رواجًا لبعض واجهات الإعلام غير المهني، فهل بإمكان كل مواطن خليجي وعربي ومسلم أن يحصن عقله وينشئ حوله حائط صد يحميه من أن يكون ضحية إعلام ضخم يعبث بعقله... يخدعه... يمارس عليه طقوس الكذب والخداع والتضليل؟ لا يبدو ذلك هيناً، فالناس متفاوتون من ناحية القدرات والقابليات، إلا أنه بالإمكان تكثيف توعية الناس من خلال وسائل الإعلام المحترمة والأمينة، وكذلك من خلال المنبر الديني النظيف، لئلا يكونوا “تنابل” يضحك عليهم أباطرة الإعلام المدمر.

يلزم على المسئولين في قطاع الإعلام، على المستوى الخليجي والعربي، وكذلك على مستوى اللجان الوزارية المشتركة المسئولة عن الإعلام أن تواجه خطر هؤلاء بشيء من “الشدة” وليس “التهاون واللين”، وعليهم أن يتحملوا مسئوليتهم الوطنية مهما كان ثقلها، فهناك غرف تم إنشاؤها كمختبرات مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات لفبركة المقاطع والصور والمقالات لنشر الكذب، وهناك بعض أجهزة الإعلام العربية الإسلامية الفاشلة، أو قل كذلك الناجحة التي تعمل تحت أيدي “أقطاب التآمر”. أصبحت تستقطب ضعاف النفوس من مختلف الطبقات، ممن يلهثون وراء الفلوس، واستخدمت المزايا والعطايا والهبات، وهي دائمًا استعداد لأن تحمل “المعاول” وتهدم بلا هوادة ولا اكتراث.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .