العدد 3880
الخميس 30 مايو 2019
banner
مجلس التعاون... الأصالة والشموخ
الخميس 30 مايو 2019

ثمانية وثلاثون عاما على تأسيس مجلس التعاون لأقطار الخليج العربي، وتبقى الأهداف من قبل القادة المؤسسين، حيث حققت هذه الأهداف التنمية ومتنت العلاقات بين الأعضاء، واستطاع القادة من الملوك والأمراء أن يحافظوا على قوة هذه العلاقة وأصالتها، وتحققت أهداف التأسيس السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومازال هناك بعضها، كالنقد الخليجي وتوحيد جواز السفر وصولا إلى الاتحاد الخليجي الذي ينتظره الجميع منذ تأسيس المجلس.

إن ما يجمع قادة أقطار الخليج العربي وأبناءه أكثر من بنود وأهداف واتفاقيات، تجمعهم أواصر القربى والنسب والمصير العربي المشترك والتاريخ والدين واللغة العربية، إذ كان تأسيس المجلس ضرورة أساسية لأقطاره لتوحيدها وتحصينها ضد التهديدات والمخاطر الإقليمية بعد أن بات العالم يعيش عصر التكتلات والتجمعات، وبعد هذه الأعوام مازالت أقطار مجلس التعاون تتعرض إلى هجمات وتهديدات، خصوصا من إيران وميليشيات الإرهاب التي تحاول الانقضاض على مفاصل هذه الأقطار.

لم تكن طهران راضية عن تأسيس مجلس التعاون وخصوصا عضوية مملكة البحرين، فحاربت ذلك كثيرًا، وحانت فرصتها في أحداث الربيع العربي باختراق الأمن العربي في سوريا واليمن بعد لبنان والعراق، ومدت ذراعها الحوثي في اليمن ليغتصب السلطة ويكون أداتها في تنفيذ مخططاتها في الخليج العربي، إلا أن ملحمة الحزم والعزم بقيادة المملكة العربية السعودية أفشلت هذه المخططات التي ينفذها الحوثيون بتوجيه من طهران. وتعمل طهران جاهدة في التلاعب بالأحداث والعمل على تصعيدها لصالح أهدافها ومطامعها التوسعية، ومن أجل هدم كل المكاسب التي حققها مجلس التعاون وتهديد أمنه ووجوده العربي، والعمل ضد مصالح شعبه العربي الذي يثق بقادة أقطاره ويقف مُعتزًا خلفهم، رافضًا التدخلات الإيرانية، وأنهم ومع قياداتهم الخليجية يٌشكلون جبهة خليجية عربية لصد هذه التدخلات بحزمٍ وعزم.

 

سيبقى المجلس مُتماسكا بأهدافه مُعتزًا بعروبته، شامخًا بمكاسبه رافضًا شل حركته، فقد نشأ في ظل توافق خليجي عربي يجمع أقطاره ويُوحِد قدراتهم، مُستمرًا في تحقيق المكاسب لمواطنيه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية من أجل الحفاظ على أمن الخليج العربي واستقراره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية