العدد 3880
الخميس 30 مايو 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبيون الجدد... عرقية قوقازية وثنية
الخميس 30 مايو 2019

إن سبب الحقد العنصري للطورانيين أحفاد القوقازيين الوثنيين، أو من يسمون أنفسهم بالعثمانيين الجدد علينا كعرب مسلمين حتى هذه اللحظة، منذ أن كانوا قبائل قوقازية وثنية، مرورا بفضل العرب المسلمين عليهم بإدخالهم الإسلام وجعلهم شعبا متحضرا وانتهاء بعصرنا الحالي، لا علاقة له بالأسباب الثلاثة الخاصة بكره لقطاء العرق الذين يسمون أنفسهم الآن بالفرس وثورة الخميني، حيث إن حقدهم علينا جراء إسقاطنا امبراطوريتهم المجوسية، وحقدهم علينا كعرب مسلمين عندما جعلناهم يكتبون لغتهم الفارسية باللغة العربية، وجعلناهم أتباعا لغويين لنا كعرب مسلمين، وأخيرا كون الرسول الكريم أشرف البشر وهو منا نحن العرب المسلمون، هذه الأسباب لا تنطبق على أسباب حقد القوقازيين الوثنيين وأحفادهم علينا الآن، والذين يحلمون بأن يعيدوا الاحتلال العثماني القذر إلى أراضي العالم العربي المسلم.

لكن السبب الثالث المتعلق بأن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عربي، فمن البديهي أن تكون نظرة الطورانيين العنصريين، هي نفسها نظرة أبناء عمومتهم الكسرويين الفرس، والذين هم في الواقع لقطاء ومشردون جمعهم إسماعيل الصفوي من القوقاز ومنغوليا والبلاد المجاورة، وغرس فيهم فتات الهوية المجوسية التي قضى عليها العرب المسلمون، لإيجاد شعب غير عربي يدين له بالولاء خدمة لدولته الصفوية، فبعد أن وحد العرب المسلمون الأعراق القوقازية الوثنية وتم إدخالها الإسلام، وبعد أن خدم أبناء هذا الخليط كجنود بالدولة العباسية، بدأ الحقد والحسد يملأ قلوب بعض أبناء هذا الخليط، وزين لهم الشيطان بأن خليطهم الطوراني يجب أن يحمل راية الإسلام من العرب المسلمين، والسبب في ذلك أن كل عرق يدعي حمل لواء الإسلام، فإن الناس ستنظر إليه على أنه مسلم وتتجاهل عرقه. وهذا ما أراده هؤلاء الطورانيون العنصريون.

فالانقلاب على العرب المسلمين، سيجعل العرب المسلمين أتباعا لهذا الخليط الذي سمى نفسه لاحقا بالدولة العثمانية، لكي يبدأ تاريخا جديدا ينسى فيه الناس من هم العثمانيون بالأصل.

 

وعندما وقع الاحتلال العثماني، ارتكبوا المجازر والمذابح ضد أبناء هذا الشعب العربي المسلم، بحجة الخروج على طاعة سلاطينهم، وجمدوا على صدر هذا الشعب العربي المسلم ومنعوا عنه كل شعلة تطور وازدهار وتقدم، وفقدت الإنسانية بسبب هذا الاحتلال الطوراني ظهور علماء عرب في كل المجالات، كما كان يفعل العرب المسلمون بتقديم كل ما هو خير للإنسانية قبل الاحتلال الطوراني القذر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .