العدد 3882
السبت 01 يونيو 2019
banner
في‭ ‬وداع‭ ‬أستاذي‭ ‬لطفي‭ ‬نصر
السبت 01 يونيو 2019

كان خبر وفاة الكاتب الكبير والمعلم الأستاذ لطفي نصر صادما ومباغتا للجميع، فالفقيد – رحمه الله- ظل على سجيته الهادئة التي عرفناها بها منذ السنين الأولى، حتى رحيله المباغت، والذي لم يترك لنا به الفرصة للقائه، وتقبيله، والسلام عليه.

الفقيد الراحل، كان من خير من شرفوا الجنسية البحرينية، بعمله، وإخلاصه، وخدمته للبحرين ولشعبها على مدى أكثر من 4 عقود، تخللها العمل الوطني والصحافي الكثير، والذي استمر عليه بلا كلل أو ملل، حتى ساعة وفاته.

وأذكر أنني كنت أراه دائما في الفعاليات المختلفة، وكيف أنه يقبل على الصحافيين والكتاب الصغار والمبتدئين، وهو يشدّ من أزرهم، ويشجعهم على العمل، ثم يجلس بينهم بكل تواضع، ودماثة خلق، وكأنه واحد مثلهم، وهو ليس كذلك بالتأكيد، بمكانته وخبرته وقدره.

وفي دهاليز مجلس النواب، بالجلسة العامة من كل ثلاثاء، كنت أراه أيضا وكيف أنه  يبادر فورا، ومن تلقاء نفسه، بتقديم المشورة والرأي لهذا النائب وذلك، في الكثير من القوانين والمشاريع والمقترحات التي تناقش، وكأنها تخصه هو، خصوصا في الملفات والقضايا المعيشية والاقتصادية التي تهم المواطنين، أين وصلت؟ والى أين تتجه؟

الأستاذ لطفي (رحمة الله) وببساطة لم يكن مجرد قلم صحافي يكتب عن هموم الناس، ويدافع عن هوية البلد، واستقلالها ووجودها وكرامتها، بل كان أيضا قريبا من الناس، ومن النواب، والكتاب، والبسطاء من عامة الشعب، لذلك كان قلمه وطنيا بامتياز، فهو (رحمه الله) ومنذ الوهلة التي وطأت قدماه هذه الأرض الطيبة، أثبت بجدارة بأنه جندي مخلص ومدافع في ربوع هذا الوطن، بواجبه الذي يؤديه على أكمل وجه، ويشجع به الآخرين أيضا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية