كنت أكتب في أخبار الخليج بين الفينة والأخرى، ثم توقفت عن ذلك لفترة إلا أن الحنين إليهما، أقصد الكتابة والصحيفة معا، أخذني إلى مكتب المعلم الراحل لطفي نصر رحمه الله لأبادرة قائلا: أريد العودة إلى مدرستي أستاذ. نظر إليَّ للحظات ثم أجابني باسما: المدرسة تفتح أبوابها للجميع، أنت تكتب في الإدارة، وهذا يساهم في تنويع المواد الصحافية بصورة أشمل.
أعجبت بشخص هذا الرجل، وأعجبت بمهنيته، وأعجبت بولائه وإخلاصه وعشقه لمهنته. يقول أمين الريحاني: “ليست قوة الصحافي في توجيه الأسئلة، قوته في المطالبة بالأجوبة”، وهذا ما يلمسه القارئ في أسلوب المعلم الراحل لطفي رحمه الله وهو يجري حوارا أو يعد لقاء أو يعمل تحقيقا صحافيا، فمهنة الصحافة لديه، كما كنت أرى من خلال تلك المساقات وعموده المميز إنها علم وفن.
تعرفت عليه رحمه الله وعرفته أكثر في فترة عملي مع ديوان الخدمة المدنية، فقد كان المرحوم مهتما بتغطية أخبار الديوان محللا ومتابعا للقضايا والمسائل المتعلقة بشؤون الموارد البشرية. كان رحمه الله أمينا وصادقا وحريصا على نقل الرأي والرأي الآخر في ذات الوقت، مبتعدا عن أسلوب الإثارة غير المبررة جانحا دائما إلى ترسيخ مبدأ التفاؤل والإيجابية وتقدير الجهود عند تناوله وتفكيكه للأحداث والوقائع، وقد اكسبه هذا التوجه ثقة المسؤولين بمختلف درجاتهم ومناصبهم.
وداعا سيدي، فقد كنت دائما القدوة الحسنة والمعلم المخلص لنا جميعا، وثق سيدي إننا سنظل نضيء شموعنا على شعلة مصباحك. رحمك الله وأحسن مثواك. إنا لله وإنا إليه راجعون.