العدد 3889
السبت 08 يونيو 2019
banner
سؤال بلا إجابة!
السبت 08 يونيو 2019

ليست المرة الأولى التي تختلف فيها الدول العربية حول رؤية هلال العيد، رغم أن الدول العربية تقع جميعا على بقعة جغرافية واحدة وتشترك مع بعضها في كل ساعات الليل والنهار تقريبا مع فروق توقيت صغيرة قد تصل إلى الساعة أو أقل أو أكثر قليلا!

في هذا العام رأينا أربعة مشاهد مختلفة في رؤية العيد، فهناك دول حسمت المسألة من البداية بأن عيد الفطر المبارك يوم الثلاثاء، وهناك دول حسمت أيضا من البداية أن العيد الأربعاء، وهناك أخرى أعلنت في البداية أن العيد الأربعاء ثم عادت في وقت متأخر من الليل وأعلنت أن العيد الثلاثاء، وهناك دول قالت حساباتها الفلكية إن العيد الثلاثاء ولكن الهيئة الشرعية المنوط بها رؤية الهلال قالت إن الهلال لم يظهر.

وفتحت هذه الاختلافات بابا واسعا للجدل بين الناس حول مدى دقة كل دولة من الدول في تحديد رؤية الهلال، خصوصا أن الجميع يعود ليتفق مرة أخرى على بداية شهر ذي الحجة بالذات لأن وقفة عرفات لا يمكن الاختلاف حول موعدها. أنا لا أتطرق لهذه القضية سعيا لانتقاد أحد أو تأييد أحد أو الانحياز لرؤية بعينها، لكن لكي أطرح أسئلة معينة على أصحاب الفقه وأصحاب المسؤولية في هذا الأمر الذي فتح باب الجدل والشك بين الناس على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يجب أن يثير حفيظة أهل الفقه لكي يحسموا هذه القضية إلى الأبد، وما المانع أن يجلس علماء الأمة مع بعضهم البعض ويخرجوا علينا بقول فصل يريح القلوب ويغلق باب الشك والجدل؟

سؤالي الأول هو... هل هذا الاختلاف طبيعي ولا شيء فيه بين دول متجاورة يجمعها ليل ونهار واحد؟ وهل الحدود السياسية بين الدول العربية تلزم هذا الإنسان أو ذاك أن يفطر ويصوم وفق ما يعلنه المسؤولون داخل هذه الحدود؟

صحيح أنه لا ضرر يقع على عامة الناس من مسألة الاختلاف هذه وأن العلماء يتحملون المسؤولية أمام الله، لكن لابد من حسم المسألة لنزع الشك والتساؤل من نفوس المسلمين. أعرف أن هناك من يتبع رأي جمهور العلماء وهناك من يتبع غيره، وهناك من سيقول إن الحسابات الفلكية على العين والرأس لكن لابد أن أرى الهلال بعيني، ولكنني رغم كل هذا أرى أن التوحيد أفضل إذا كان ممكنا، خصوصا بين الدول المتلاصقة جغرافيا. وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .