العدد 3891
الإثنين 10 يونيو 2019
banner
إسقاط المجلس العسكري أم إسقاط الجيش السوداني؟
الإثنين 10 يونيو 2019

كل ما يجري حول السودان وفي السودان هذه الأيام يدعو إلى الشك وعدم الثقة في تحرك المجتمع الدولي تجاه هذا البلد الجريح، وأكثر شيء يشغل بال الذين يخشون على مصير السودان هو ما ينادي به البعض بإسقاط المجلس العسكري وتسليم السلطة إلى هيئة مدنية إلى جانب الدعم الدولي الكبير من بريطانيا وألمانيا وغيرهما لعملية تشويه المجلس العسكري وخلق عداوة بين المجلس والشعب. والحمد لله ثم الحمد لله أن مجلس الأمن فشل في إدانة المجلس السوداني رغم السعي المحموم لبريطانيا وألمانيا لاستصدار القرار، والشكر كل الشكر لروسيا والصين ووقوفهما ضد هذا القرار المشبوه الذي يسعى إلى الوقيعة بين الشعب السوداني وجيشه. الواضح أن جهة هناك تريد أن تعيد الإخوان المسلمين إلى مقدمة الصفوف مرة أخرى بعد الذي حدث لهم في ليبيا، فهي الراعي الرسمي لهذه الجماعة في العالم وهي التي تريد إبعاد المجلس العسكري لكي يستولي نشطاؤها المندسون بين صفوف السودانيين على مقاليد الأمور، ولن يتحقق لها ذلك إلا بالوقيعة بين الجيش والشعب ولن تتحقق الوقيعة بين الجيش والشعب إلا بسقوط ضحايا، ولن يسقط ضحايا إلا بجر الجيش السوداني لإطلاق الرصاص، ولن يتحقق الوضع الأخير إلا بدس مجموعات من المجرمين والخونة والمأجورين بين صفوف الثوار السودانيين! السفير البريطاني في السودان يفطر ويتعشى بين صفوف الثوار، فلماذا كل هذا؟ ولماذا بريطانيا بالذات؟ لو كان مجلس الأمن قد نجح في إدانة المجلس العسكري لفتحت أبواب جهنم على السودان والسودانيين ولبدأ تنفيذ السيناريو الليبي كاملا. نحن لا نؤيد بقاء المجلس العسكري في السلطة مدى الحياة، لكننا نرفض دق الأسافين بين الشعب السوداني وجيشه، والذي يريد هدم البيت الذي يعيش فيه وإعادة بنائه،لابد له أن يجد بيتا بديلا حتى يفرغ من هدم وبناء بيته القديم، لكنه لا يهدم بيته ويذهب إلى الخلاء، معنى الكلام أن المجلس العسكري يجب أن يدير المرحلة الانتقالية حتى يتمكن السودانيون من تجهيز السلطة البديلة والاتفاق عليها وبعد ذلك يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة، فيتعافى السودان ويمشي في طريقه، لكن إسقاط المجلس العسكري قبل ذلك هو إسقاط للجيش وإسقاط للسودان كله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .