العدد 3891
الإثنين 10 يونيو 2019
banner
إصلاح الطوارئ
الإثنين 10 يونيو 2019

لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ما أبداه عدد من المترددين على قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية من عدم رضاهم على أداء القسم، إذ فاقت النسبة 90 % ابتداء من التشخيص الخاطئ وحتى طول فترة الانتظار التي تتجاوز بعض الأحيان ست ساعات وليس أربع ساعات كما صرّحت وزيرة الصحة، لكن المعضلة الأكبر في الطوارئ تتمثل في أنّ البعض يتعمدون الإهمال، الأمر الذي يؤدي إلى الوفاة أحيانا.

الشكاوى من التسيب والإهمال في قسم الطوارئ ليست جديدة، فمنذ سنوات والمواطنون يجأرون بالشكوى ولا من مجيب، والأدهى أنّ المسؤولين بالوزارة وبدلا من الاستماع إلى تذمر المرضى فإنهم يلجأون إلى أساليب التبرير ويطلقون التصريحات المناقضة للواقع. التجاهل لا يمكن أن يكون حلا لأية معضلة بل إنّ الاعتراف بالتقصير هو الأجدى في مواجهتها.

الأزمة كما تبدو جلية تكمن في غياب الإدارة وهذا ما يلمسه أي زائر ومتردد للطوارئ، ولنا أن نتصور الآثار المترتبة على غياب إدارة حازمة يلجأ إليها المواطن. ثم إنّه ليست هناك جدية لإصلاح الخلل وهذه المأساة يلحظها جميع من تسوقه أقداره إلى القسم، فأية حادثة أو أية حالة إهمال يتعرض لها المترددون فإنّه من البديهي أن يبادر القائمون على الطوارئ بالتأكد من صحة الواقعة ومن ثم الإسراع في حلها.

غياب العمل الإداري ليس وحده المشكلة العظمى لكن هناك غياب أكبر يتمثل في أنّ بعض الأطباء يفتقد للأسف الكبير ما يسمى بـ “أخلاق المهنة”، فالذي استقر في الذهن أنّ مهنة الطب بشكل أخص مهنة إنسانية تتطلب ممن ينتمي إليها أن يتصف بالأخلاق أولا، إضافة إلى التسلح بالصبر لأمر في غاية الأهمية هو أنّ الأخلاق نصف العلاج وللأسف أنّ الأخلاق لا يفقهها البعض، بل هناك من اعتاد على مقابلة المرضى بوجه عابس منفر. أما الظاهرة الشاذة التي اعتاد عليها البعض ممارسة العنف اللفظي بحق المرضى وهؤلاء - المرضى - لا ذنب لهم سوى أن ظروفهم أجبرتهم على اللجوء إلى القسم.

الذي نرجوه أن تبادر الجهات المختصة بالوزارة إلى معالجة الخلل المزمن في قسم الطوارئ رحمة بالمرضى وعدم تبرير الأخطاء كما هي العادة في كل مرة نوجه فيها ملاحظاتنا إلى الوزارة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية