العدد 3896
السبت 15 يونيو 2019
banner
المواطنة والتنوع في العطاء المستمر
السبت 15 يونيو 2019

لا يقتصر معنى المواطنة من وجهة نظر شركة أرامكو السعودية قسم المواطنة، على مبادرات فعل الخير، إنما يشمل التصرف بصورة تهدف إلى تسخير ما لدينا من طاقة وموارد هائلة وخبرات فريدة لإيجاد فرص تساعد الآخرين على أن يحدثوا أثرا إيجابيا في مجتمعاتهم، وكانت مراحل تطور برنامج المواطنة والعطاء في السنوات الماضية والذي بدأ بحملات توزيع الحقيبة المدرسية، وتطورت هذه المبادرة وأصبحت الحقيبة أداة تقنية عرفت بــ “هدية المعرفة” وبعدها جاءت حملة “أريد أن أسمع”، والتنوع في العطاء يعد فرصة رائعة تأخذ أبعادا إنسانية وذاتية من حيث مشاركة الموظفين في هذا العمل الإنساني، ومن هنا أرى أن المواطنة تبدأ بالشعور بالآخرين ومعاناتهم.

إن هذه السواعد بحاجة إلينا الآن، ونحن قادرون ولله الحمد على مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، ولا ننسى أن السعي إلى عمل الخير ينعكس فورًا على صاحبه ويجده في حياته اليومية، فعندما تبدأ في السعي أو حتى مجرد التفكير في إسعاد ومساعدة الآخرين فإنك تكون قد اخترت الطريق إلى سعادتك قبل سعادتهم. وهناك العديد من الأمثلة لأصحاب ثروات نفاجأ بأنهم يتبرعون بمقدار كبير من ثرواتهم، وعندما يُسألون عن السبب وراء ذلك تكون إجابتهم أنهم سعداءُ بالقيام بهذا العمل ومشاركة مجتمعهم في ترك بصمة إنسانية حضارية في حياة الآخرين.

ونحن في مجتمعاتنا الإسلامية نعتز بقيمنا؛ إذ يحثنا ديننا الحنيف دائما على مساعدة بعضنا، وهذه تعتبر فرصة ثمينة من أجل استثمارها والسعي إلى توظيفها، وتوضيح أهمية المبادرة إلى فعل الخير لأبنائنا وخصوصًا الصغار منهم؛ حتى نغرس فيهم قيم حب الخير والعمل الصالح الطيب، فعند اكتساب المرء الخبرات والمهارات المختلفة للعطاء في مهنته سيشعر بالسعادة في أنه ينقلها إلى أصدقائه وأسرته لإنجاز أعمالهم المطلوبة.

من هنا جاء التنوع في العطاء كنظرة مستقبلية، فللمرة الأولى يستطيع الموظفون أن يختاروا المجال للتبرع لصالح ثلاثة صناديق عامة ومتنوعة، ويندرج تحت هذه الصناديق عدد من البرامج الخاصة والفئات المستهدفة من ذوي الدخل المحدود وهي كالآتي: الصندوق الاجتماعي، والصندوق الطبي، والصندوق التعليمي. فالصندوق الاجتماعي يشمل: كفالة الأيتام ودعم الأرامل ودعم أسر السجناء. والصندوق الطبي يشمل: مساندة مرضى السرطان، وأجهزة قياس السكر وأجهزة غسيل الكلى. أما الصندوق التعليمي فيشمل: المواد التعليمية والبرامج الصيفية والبرامج التعليمية.

ومما لا شك فيه أن النظرة الجديدة في التنوع للعطاء تبدأ بغرز مفهوم المواطنة للجيل الجديد نحو العطاء وبذل الجهد في ذلك بلا مقابل، حتى يشعر بدوره في مجتمعه، وأنه مرتبط به أكثر، وهذا الأمر سيؤثر في عطائه أيضا لعمله وحياته الاجتماعية، ومن هنا يبدأ بالإحساس بالمواطنة والتنوع في العطاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .