+A
A-

أزمة قلبية قادت لوفاة نوخذه بسبب قرار "الكراف"

  • صدر القرار بلا تخطيط وبلا تعويض وبلا بدائل للصيادين

  • تسبب في أزمة إنسانية تمس كرامة المواطن

قال النائب محمد آل عباس أن منذ اقرار الحكومة قرار منع صيد الروبيان بطريقة (الكراف) قبل 8 أشهر فقد ترتب عليه وقف حال أصحاب البوانيش التي تحمل رخصا لصيد الروبيان بالكراف فقط.

وأضاف: ال تطبيق المفاجئ للقرار دون تخطيط مسبق ودون تعويضات وبدائل لهؤلاء الصيادين يمثل مشكلة كبيرة, بل وأزمة إنسانية تمس كرامة الإنسان البحريني.

وتابع: رحل عنا قبل أيام النوخذه المرحوم الحاج علي منصور حسن, بعد تعرضه لأزمة قلبية ألَمَّت به بعد صدور قرار منك الصيد

واستذكر ما قيل قديما في سابق الأمثال "ارحموا عزيز قوم ذُلّ", وهذا المثل ينطبق على أصحاب قضيتنا لهذا اليوم.

ولفت الى أن عدد مُلاّك تراخيص صيد الروبيان في مملكتنا الغالية 197. وفيما يأتي نص مقال كتبه آل عباس عن المعاناة المعلقة:

لو بحثنا عن معنى الفقر في أي معجم لوجدناه يلازم قلة الحيلة, مع عدم القدرة على تأمين ما يلزم من احتياجات الحياة الأساسية, ويعد الفقر أحد النكبات التي يمكن أن تقع على عاتق الإنسان في حياته ولها كبير الأثر النفسي والمعنوي والجسدي عليه. فقد يشعر من كثرة الضعف وقلة الحيلة والحاجة للآخرين بالمهانة والذل والإحباط.

وقد قيل قديما في سابق الأمثال "ارحموا عزيز قوم ذُلّ", وهذا المثل ينطبق على أصحاب قضيتنا لهذا اليوم, هم أصحاب بوانيش صيد الربيان, الذين كانوا أعزاء قوم وأذلهم الزمان بقلة الحيلة والضعف حتى وصل بعضهم للفقر وعدم المقدرة على تأمين أساسيات الحياة.

أصحاب أعمال, تنقطع بهم السبل وعملهم الوحيد فجأة ودون مقدمات أو بدائل. فمنذ حوالي 8 شهور خلت, أقرت الحكومة قرار منع صيد الروبيان بطريقة الكراف, الأمر الذي ترتب عليه وقف حال أصحاب البوانيش التي تحمل رخصا لصيد الروبيان بالكراف فقط.

وما حصل من تطبيق مفاجئ دون تخطيط مسبق ودون تعويضات وبدائل لهؤلاء الصيادين يمثل مشكلة كبيرة, بل وأزمة إنسانية تمس كرامة الإنسان البحريني.

ففي حديث لي مع رئيس جمعية الصيادين الأخ عبدالأميرعبدالله المغني, فإنه بلغ عدد مُلاّك تراخيص صيد الروبيان في مملكتنا الغالية 197 بحسب إحصاءات الثروة السمكية مؤخرا, ولنا أن نتخيل حجم الضرر الحاصل على هذا العدد من الصيادين وعوائلهم وحياتهم, وكيف يمكن للأمر أن يكون مؤثرا بالسلب على صحتهم.

فبالأمس فقط رحل عنا النوخذه المرحوم الحاج علي منصور حسن, بعد تعرضه لأزمة قلبية ألَمَّت به بعد صدور قرار منك الصيد, وكان طوال الفترة الماضية يراجع عيادة القلب للعلاج بعد هذه الأزمة, ناهيك عن شعور قلة الحيلة والضعف والضيق المصاحبين له ولعموم الصيادين طوال فترة شهر رمضان الكريم و عيد الفطر, بسبب عجزهم عن تأمين أبسط الأمور لعوائلهم.

فمنهم من قام ببيع سيارته ليستكمل أقساط دراسة أحد أبناءه, ومنهم من تهدده البنوك بالملاحقة القانونية نتيجة استحقاقات الدفع المتأخرة, ومنهم رجال خنقتهم العبرة لعدم استطاعتهم تلبية متطلبات المدارس البسيطة لأطفالهم, ناهيك عن التفكك الأسري الذي أصاب البعض بسبب كثرة المشاكل والمشاحنات داخل الأسرة.

وهنا أذكر قصة أحد الصيادين ورب أسرة مكونة من 9 أفراد, وأحد أولاده من ذوي الاحتياجات الخاصة, وجراء هذه الأزمة ساءت حالته الصحية, فهو مصاب بالضغط والسكر,  كما يعاني من ضغط ومشاكل عائلية كبيرة بسبب ضيق الحال المادي إلى حد أنه لم يستطع دفع الرسوم الدراسية الجامعية لأولاده, ولم يستطع دفع مستحق تأمين وتسجيل سيارته, ناهيك عن إبنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

نحن اليوم لا نتحدث عن عدد أفراد بسيط أصابهم الضرر, بل نتحدث عن عوائل بالمئات أصابها الضرر لشهور طوال. فأغلب الصيادين يمتلكون بوانيش ولكن مستحقة الدفع أقساطها, ناهيك عن أقساط البنوك والالتزامات المعيشية واليومية المتراكمة, والتي لا يملكون لها حولا ولا قوة.

ديون متراكمة, تهديد بالملاحقة القانونية والحبس, معاناة لتوفير احتياجات العائلة الأساسية, أمراض مزمنة ومراجعات طبية, هذا هو حال صيادي الروبيان.

أزمة الصيادين أخذت تتحول لأزمة إنسانية كبيرة, لذا وجب البدء بإجراءات التعويض لمدة التعطل الفائتة لجميع الصيادين, مع وضع استراتيجية لمنحهم البدائل المناسبة عن عملهم المعتاد, وكل ذا لا يكون إلا باجتماع المعنيين من الحكومة بممثلي الصيادين, للوصول إلى حل نهائي.

فهل لنا أن نرحم عزيز قوم ذل؟ وهل لهذه الأزمة أن تلقى بر أمان ونهاية برضى جميع الأطراف؟