العدد 3900
الأربعاء 19 يونيو 2019
banner
ملالي إيران يحاصرون إدارة ترامب (1)
الأربعاء 19 يونيو 2019

هناك قاعدة تقول “ابحث عن المستفيد” في أية جريمة تتوصل بسهولة إلى الجاني، والنظام الإيراني يدرك ذلك جيداً فكل الدول والأنظمة تسعى في حال تورطها في ارتكاب جريمة كبرى تنذر بوقوع حرب شاملة، إلى أن تصور للعالم أن هناك طرفا غيرها يسعى لإشعال حرب لا تريدها! والحقيقة أنه في الحالة الإيرانية تحديداً هناك ترديد لمزاعم زائفة كثيرة، فأي تحليل موضوعي لبيئة الصراع والأزمة الراهنة في منطقة الخليج العربي، يشير إلى أن المستفيد الأساسي من نشوب حرب في منطقتنا هو نظام الملالي الإيراني، الذي يدرك تماماً خطورة الانتظار حتى تؤتي العقوبات الاقتصادية الأميركية مفعولها كاملاً.

نظام الملالي الإيراني يدرك أن هذه العقوبات المدمرة ستؤدي إلى انهيار النظام وتآكله داخلياً وسقوطه بأيدي الشعب الإيراني لا بيد غيره، ومن ثم فهو يعمل جاهداً على إثارة أكثر قدر ممكن من اللغط حول الأزمة ويدفع بقوة باتجاه إشعال صراع عسكري يراه السيناريو الأفضل بالنسبة له مقارنة بالأثر المؤكد للعقوبات الاقتصادية، حيث يبقى الأثر المحتمل لأية حرب متوقعة محتملاً، بينما يبدو أثر العقوبات الاقتصادية مؤكداً، وهذه هي النقطة الأساسية لفهم سيكولوجية نظام الملالي في المرحلة الراهنة.

السيناريو الأفضل للنظام الإيراني إذا هو السعي لإشعال صراع عسكري، يحقق هدف تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج ويسمح له بادعاء المقاومة والوقوع فريسة مؤامرة خارجية وغير ذلك من شعارات مستهلكة يصدرها النظام لأتباعه ومؤيديه في داخل إيران وخارجها.

صحيح أن المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي والرئيس روحاني تحدثا أكثر من مرة عن عدم رغبتهما في الحرب، لكن من يصدق هذا الحديث عليه أن ينظر لسلوك النظام وممارساته وانتهاكاته المتواصلة للقانون الدولي وسيادة الدول المجاورة ومجمل المبادئ والأسس والقواعد التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، ثم يفكر قليلاً ويسأل نفسه بموضوعية: هل هذه سلوكيات نظام يسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي ويرفض الحروب والصراعات؟!

الموضوعية تقول إن النظام الإيراني يؤمن بمبدأ التقية السياسية بل هو أساس سياساته وتخطيطه الاستراتيجي انطلاقاً من فكر آيديولوجي يؤمن به هذا النظام الثيوقراطي، ومن هنا يمكن أن نفهم لماذا يكرر رؤوس النظام تصريحاتهم الخاصة برفض الحرب، ويصدقهم بعض المخدوعين في منطقتنا وخارجها!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .