العدد 3902
الجمعة 21 يونيو 2019
banner
وفاة مرسي
الجمعة 21 يونيو 2019

تابعنا قبل أيام قليلة نبأ وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي وهو ماثل أمام المحكمة يحاكم بتهمة التخابر مع دولة قطر وحركة حماس الفلسطينية، وحدثت الوفاة عندما طلب الرئيس الراحل الكلمة أمام المحكمة التي وافقت على طلبه وتحدث مرسي بانفعال ثم سقط مغشياً عليه وفارق الحياة.

وكنت أعتقد عندما تلقيت النبأ أن وفاة مرسي وهو بحالة صحية جيدة وهو يتحدث بصوت عال أمام المحكمة سيجعل الأمور أكثر هدوءا لدى جماعة الإخوان في ظل حالة الشد والجذب التي تسود المشهد في مصر بين أنصار الجماعة الإرهابية وبين شرائح كثيرة في المجتمع المصري الذي ضاق ذرعا بهذه الجماعة ومؤيديها بعد أن أصبح في كل بيت مصري شهيد من الجيش أو الشرطة.

لم تمر الأمور كما تخيلنا أو كما تمنينا، فقد تابعنا معارك رهيبة وحربا إلكترونية شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي بين الجيوش الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان وبين عدد كبير من المصريين، وشاركت في هذه الحرب التي دارت رحاها على الفيسبوك وتويتر شخصيات مشهورة ورؤساء دول وتنظيم الحمدين.

ووصل التطرف في التعامل مع هذا الموقف مداه من الجانبين المؤيد والمعارض، فقام أنصار مرسي بإطلاق وصف شهيد عليه وقام الطرف الآخر باستدعاء الشهداء الذين سقطوا من الجيش والشرطة في مصر على أيدي إرهابيين تابعين لجماعة الإخوان واحتدم الموقف إلى أقصى مدى من خلال المنشورات والردود التي تناولت وفاة مرسي.

جماعة الإخوان التي ارتكبت كل هذه المجازر في مصر تصر على استخدام فكرة المظلومية واستخدام الأشخاص والمناسبات في صناعة تاريخ من هذه المظلومية واستخدام هذا في استقطاب الأعضاء والمحافظة على بقاء الجماعة وتماسكها! فلماذا التجارة بالموت؟ ولماذا الإصرار على اختراع الشهداء إذا كانت الجماعة قد مارست هذا الكم من القتل وسفك الدماء؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .