+A
A-

انتخابات تونس... "الغنوشي" ورقة النهضة المحروقة

قال حزب "حركة النهضة"، إن راشد الغنوشي سيكون مرشحها للانتخابات الرئاسية، في حال قرّرت الحركة ترشيح شخصية من داخلها، ولم تتحالف مع بعض الشخصيات غير المنتمية لها.

وتعتزم النهضة الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 10 نوفمبر القادم، لتوّلي منصب رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس الحالي الباجي قائد السبسي، وذلك لأول مرة منذ تاريخها، ورغم أنها لم تحسم بعد في هوية هذا المرشح، إلا أن زعيمها راشد الغنوشي، يعدّ من الأسماء المطروحة للدخول في السباق الرئاسي.

وفي هذا السياق، أكدّ رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني، في ندوة صحافية، مساء الجمعة، بمناسبة الدورة 28 لمجلس شورى النهضة، أن الحركة "ستنطلق في حوار عميق حول ترشيح شخصية وطنية من داخلها أو من خارجها تتوافق معها وتستجيب لمتطلبات البلاد بعد انتخابات 2019".

"مرشح طبيعي"

وبيّن الهاروني أن المرشح الطبيعي للحركة إلى حد الآن، وحسب قانونها الأساسي، "هو رئيسها راشد الغنوشي باعتباره شخصية وطنية، على أن يتم النظر في هذه المسألة في مؤسسات الحركة، مع الانفتاح على البحث عن شراكات في الحكم بعد الانتخابات القادمة".

وأظهرت تصريحات سابقة لقيادات من حركة النهضة، تباين مواقفهم إزاء احتمال ترشح راشد الغنوشي إلى الانتخابات الرئاسية، بين من يعارض ذلك على غرار القيادي محمد بن سالم، الذي أكدّ أن ترشح الغنوشي "ليس من مصلحة النهضة وتونس"، ومن يدعم ترّشحه أمثال القيادي عبد اللطيف المكيّ، الذي لا يرى مانعا في ذلك، وهي مواقف عكست حجم الخلافات والانقسام داخل الحزب، حول مرشحه للرئاسيات.

"لن تخاطر"

ويستبعد المحلل السياسي فريد العبيدي، أن "تخاطر" حركة النهضة، بترشيح راشد الغنوشي إلى الانتخابات الرئاسية، لأنّها "تعلم أنه ورقة محترقة محلياً ودولياً، وتعلم كذلك أن هناك خطوطاً حمراء دولية، ترفض أن يتصدر الإسلاميون واجهة الحكم ومراكز القيادة"، إضافة إلى أن ترشحه لن يخدم البلاد، بسبب مواقف الدول الصديقة لتونس، من جماعة الإخوان المسلمين المحسوب عليها.

وأشار العبيدي في تصريح لـ"العربية.نت" إلى أنّ الوقت ما زال مبّكرا لمعرفة هوية مرشحّ النهضة، لكنّه رجح أن تتخفّى وراء أحد المرشحين الليبيراليين القريبيين من التوجهات الأميركية والأوروبية، وتقوم بدعمه في الانتخابات.

داخلياً، أظهرت نتائج استطلاع آراء أن التونسيين وإن كان يقبل البعض منهم مشاركة حركة النهضة في الحكم، فإن أغلبهم يرفض تقلّد قياداتها مناصب سيادية، إذ برز راشد الغنوشي، في آخر عملية استطلاع نشرتها مؤسسة "سيغما كونساي" منتصف الشهر الجاري، كواحد من الشخصيات البعيدة عن قلوب التونسيين، التي لن يصوتوا لها في الانتخابات الرئاسية.