العدد 3910
السبت 29 يونيو 2019
banner
عامل التوقيت في تدرّج المواجهة الأميركية الإيرانية (1)
السبت 29 يونيو 2019

يرفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوقوع في فخ الاستدراج الإيراني له إلى المواجهة العسكرية لأسباب جوهرية عديدة، إنما أيضاً لأنه يريد امتلاك عنصر التوقيت في إدارة ملفات دولية أكثر أهمية له من استفزازات “الحرس الثوري” في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فطهران تريد توريط الولايات المتحدة في ضربات عسكرية محدودة ضدها قبل انعقاد قمة العشرين في أوساكا كي تهيمن التطوّرات الميدانية على القمة، وتفرض إيران أجندتها كأمر واقع على قادة أكبر اقتصاديات العالم، ويضطر ترامب إلى التغيّب عن الاجتماع فائق الأهمية. الرئيس الأميركي يقاوم بشدّة الانصياع إلى التكتيك الإيراني لأن الاجتماع بالرئيس الصيني شي جين بينغ في أوساكا لبحث مستقبل العلاقات الأميركية – الصينية أهم له بأضعاف من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأن أوساكا محطّة مفيدة له لحشد الدعم السياسي له ولعمليات عسكرية أميركية وإجراءات إضافية ستضطر واشنطن إلى اتخاذها ردا على التصعيد الإيراني، السابق والآتي.

خطة الإجراءات التي تعدّها واشنطن ردّاً على إسقاط “الحرس الثوري” الإيراني طائرة “درون” أميركية في مياه الخليج في أول استهداف إيراني مباشر “ستتضمن عنصراً عسكريّاً” حسبما نقلته المصادر، ما يعني على الأرجح تعزيز العقوبات وتشديد الخناق على إيران واتخاذ إجراءات “وقائية” عسكرية محدودة ضد قواعد “الحرس الثوري” وربما ضد أحد المواقع النووية مثل ذلك الواقع في أصفهان. أما إذا اتخذت القيادة العسكرية والدينية في طهران في اجتماعها قرار الانسحاب من “معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل”، NPT، فإن الإجراءات الأميركية ستتخذ نقلة نوعية في استراتيجية عزل إيران، تقول المصادر، بدءاً من ضرب حصار بحري عليها انتهاءً بتجميد أرصدة كل من يتعاطى مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مروراً بعمليات عسكرية أفقها ليس واضحاً بعد. في حال عدول طهران عن قرار التصعيد، فإن النافذة على الصّفقة مفتوحة لكنها ليست تماماً وحتماً تلك التي تريدها إيران، تكتيك طهران هو استفزاز واشنطن إلى الصفقة الثنائية بعد استدراج الرئيس الأميركي إلى “الخط الأحمر”، وهذا يتطلب يقظة الدول الخليجية العربية إلى ما يتم إعداده في عواصم دولية في إطار تيسير التفاهمات الأميركية –الإيرانية، ما يتطلب استراتيجية تستبق تغييب الدول العربية الخليجية عن صفقات سرّية ثنائية بين واشنطن وطهران. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية