العدد 3911
الأحد 30 يونيو 2019
banner
مخالفات مرورية بآلاف الدنانير
الأحد 30 يونيو 2019

من الواجب تقديم الشكر والثناء للمسؤولين والموظفين في الإدارة العامة للمرور بلا استثناء، ويكفي أن تمضي بضع ساعات في مبنى “المخالفات”، خصوصًا في مكتب تسوية المخالفات؛ لتجد التعاون الطيب بين المسؤولين والموظفين مع المواطنين أو المقيمين الذين تراكمت عليهم مبالغ المخالفات المرورية.. مئات الدنانير في بعض الجداول وأخرى بالآلاف!

ومع تشديد العقوبات والغرامات على المخالفين، فإن هناك مسارين: السار الأول هو الشعور بضرورة الالتزام بالقوانين المرورية؛ لأنها في الأساس تهدف للحفاظ على أرواح الناس.. سلامة السائق وسلامة مستخدمي الطريق.

وهنا، يكون المخالف قد أدرك حجم المسؤولية، فليس الموضوع هو “إثقاله” بالمخالفات بقدر ما يكون الهدف هو “إشعاره” بضرورة الالتزام بالأنظمة، فلم تتراكم علينا مبالغ المخالفات والإجراءات العقابية سواء في الإدارة أو تلك التي تذهب إلى المحاكم إلا لأننا “خالفنا”!

أما المسار الآخر، فهو يتمثل في بعض السواق الذين يطول معهم الجدال والقيل والقال لإثبات أنهم “لم يرتكبوا كل تلك المخالفات”، لاسيما المصورة والموثقة منها سواء بضبط رادار السرعة أو تجاوز الإشارة الحمراء، ثم مع ذلك، يبدأون في التذمر والشكوى والبحث عن واسطات هنا وهناك، وهذا ما حدث مع أحدهم كان يجلس بالقرب مني وقد ارتكب مخالفات “سرعة” عدة، فسألته “لو - لا قدر الله - تعرض أحد أفراد أسرتك لحادث مروري بسبب سائق طائش لم يحترم القانون، هل تتساهل معه وتطلب له السماح؟”، وكان الجواب الصمت ولا ريب.

حسنًا، لنأخذ هذا المثال، ربما يتذكر كثيرون قضية الشاب الذي تجاوز 19 إشارة مرورية، والخبر من أروقة المحاكم، إذ دفع مبلغ 3800 دينار، فقد توجه إلى الإدارة العامة للمرور لتخليص معاملة فتم إبلاغه بوجود أمر جنائي صادر بدفع قيمة المخالفات التسع عشرة، بإجمالي 1900 دينار، فرفض دفعها وتوجه لتقديم اعتراض أمام المحكمة المرورية على الأمر الجنائي، وقدم اعتراضا على مبلغ التصالح، لكن القاضي حكم بمضاعفة الغرامة إلى 200 دينار لكل مخالفة بإجمالي 3800 دينار، إذ رأت المحكمة أن المخالفات تتجاوز الحد المعقول الذي يمكن معه تخفيضها، بل إن المتهم تعمد الاستهتار بالقوانين بـ 19 مخالفة، ما يؤكد ضرورة معاقبته على هذا الفعل، وحاول الشاب الاعتراض على الحكم والتهرب من الدفع، فصدم بواقع إمكان حبسه، فرضخ لحكم المحكمة المرورية وقام بدفع مبلغ الغرامة كاملًا.

يا جماعة الخير.. جيوبنا ليست “رايحة ملح” بسبب كثرة المخالفات ومبالغها حتى مع نظام التسوية؛ بل بسبب تعنتنا واستهتارنا بالقوانين.. وللإخوة في الإدارة العامة للمرور: شكرًا لتعاونكم ومعاملتكم الطيبة مع المراجعين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .