العدد 3917
السبت 06 يوليو 2019
banner
الذين يبيعون آخرتهم بدنياهم
السبت 06 يوليو 2019

شكا لي أحدهم حالة القطيعة المرة مع أولاده؛ بسبب تحريض الأم لهم، وهو أمر تسهل عليها كثيرا بعد أن حصلت على “الطلاق” المُفتعل بسبب الضرر، ما مكنها من أن تستفرد بهدوء مع الصغار، وتصب -مع الوقت- في أمخاخهم، براميل السُم والمقت والكراهية ضد الأب، حتى بات لهم كـ “الغول” الذي يهوى أكل لحم الأطفال، ويتلذذ بمصمصة عظامهم.

امراة أعرفها، شكت -بشكل مناقض- قطيعة ابنها لها، وتأففه منها حين يراها، وضيقه لذلك، بسبب الطلاق أيضا، والذي تمكن خلاله الأب أن يستحوذ على الحضانة بمسرحية هزلية قام بها، ليبتدي مشوارا طويلا مع الطفل، ليس بالتربية وغرس العلم والأخلاق، وإنما تأجيج الكراهية ضد الأم، للانتقام منها، وهو أمر كما يبدو، نجح به كثيرا.

وما بين القصتين، نرى بوضوح هواية البعض في تحويل الأطفال لدروع بشرية في صراعاتهم “القذرة” مع نصفهم السابق، بقدرات استجلبوها من وحوش البراري، سهلت عليهم مسح (العشرة) ونسيان لقمة العيش والملح، والذكريات الأولى مع شريك أو شريكة الحياة، والتي تكون بالغالب ذا نكهة خاصة، ومختلفة، ومؤثرة.

الانتقام من شريك الحياة عبر الأولاد من عظائم الكبائر عند الله عز وجل، وتقدم لنا -ببساطة- قصص من يبيعون آخرتهم لأجل دنياهم، وهو بيع خسارته كبيرة، ومريرة، فكلما تزايدت الأطراف المتضررة، زاد الدَّين وارتفع وتعاظم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .