العدد 3918
الأحد 07 يوليو 2019
banner
بهدلة عيال البلد من “الجامعيين”
الأحد 07 يوليو 2019

والله إنها لخسارة كبيرة ووجع مؤلم أن “تتعطل” طاقات وقدرات أعداد من الخريجين الجامعيين من عيال البلد، إما في وظائف لا علاقة لها بتخصصهم ووجدوا أنفسهم “مرغمين” عليها لكسب لقمة العيش، وإما للبقاء في دوامة البطالة والدوران هنا وهناك بحثًا عن باب رزق كريم، أضف إلى ذلك، الخريجون والخريجات الذين يعملون منذ سنوات، ويطمحون للترقي لكن يبقون “محلك سر”.

لا بأس، نقدر الجهد والتوجهات والتوجيهات وبرامج العمل التي تهتم بها الدولة لاستيعاب الخريجين الجامعيين، ونشيد أيضًا بدور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ومحاولاتها لإنجاح البرنامج الوطني للتدريب، بل ولا ننكر دور الصحافة الوطنية والزملاء الكتاب والمحررين الذين كانوا ولا يزالون يدعمون توجهات وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية في برنامج توظيف العاطلين وإيجاد برامج تدريب وتأهيل لكل العاطلين، من الجامعيين وغيرهم، أملًا في أن تنفرج هذه المعضلة ويبدأ العاطلون حياتهم المهنية ويكسبون رزقهم ولقمة عيش ذويهم ويتجاوزون الكثير من المحن المعيشية التي لا يعلم عنها الكثير من المسؤولين.

هنا استدراك يثير الاستغراب والغضب في آن واحد ”لماذا يترك بعض “المسئولين” البحرينيين في العديد من القطاعات مسألة استقبال طلبات العاطلين وإجراء لقاءات التوظيف للأجانب؟ لماذا لا تبادر أنت أيها المسؤول البحريني لأن تقوم بدورك الوطني تجاه أبناء وطنك، وتحرص على أن تكون أنت من تستقبل الطلبات وتراجعها وتضع متطلبات شغر الوظيفة وإجراء المقابلات، حتى لو استعنت بهذا المدير أو ذاك المسؤول الأجنبي في شركتك، لكن كن أنت في الواجهة، على الأقل، ليطمئن المتقدم بأن أوراقه وطلبه سيكون في أيد أمينة..

سؤال آخر طرحناه مرات عدة ”لماذا لا يحترم بعض المسؤولين توجيهات القيادة الرشيدة بإيجاد الوظائف المناسبة للباحثين عن عمل على وجه السرعة؟ لماذا تبقى هذه الثروة معطلة على رغم استعدادهم للعمل في حين يحظى بعض الوافدين بوظائف وأجور مجزية لا يحلم بها البحريني؟ نحن لسنا ضد حق كل من جاء إلى بلادنا في أن يكسب رزقه، لكن من غير المعقول أن يكون أولئك هم المقدمون على أبناء البلد، فهناك بعض الخريجين الجامعيين من انتظر طويلًا أملًا في تنفيذ الوعود بتوظيفهم، وجدوا أنفسهم صفر اليدين! فلا وظائف جيدة عرضت عليهم، ولا تحرك ملموس يطمئنهم بأن هناك شواغر في القطاعين العام والخاص، وبأجور مجزية، ستكون من نصيبهم.

والسؤال الذي لا أملك له إجابة ”من سيحاسب المتقاعسين في توظيف البحرينيين؟ لا أدري؟”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية