+A
A-

الإعدام والحبس 3 سنوات لعربي قتل آسيويا وحاول تظليل الشرطة بعبارات طائفية

أجمع أعضاء هيئة المحكمة الكبرى الجنائية الأولى على إيقاع عقوبة الإعدام بحق عربي "41 عاما – يحمل شهادة هندسة طبية" اعترف بأنه تعمّد قتل آسيوي لمجرد أن شاهد الأخير وهو بحالة سكر، فلحق به مصمما على قتله حتى وصل إلى مسكنه، إذ تعدى عليه بالضرب والخنق حتى لفظ المجني عليه أنفاسه الأخيرة بين يديه حال كونه مربوطا من اليدين والرجلين، وتعمد القاتل إخفاء آثار جريمته بمواد كيميائية، وحاول تظليل المحققين بكتابة عبارات (الله أكبر، يا حسين، أحبك، لا "لدولة المجني عليه") على جدار مسكن المجني عليه، ليوحي لهم بأن دوافع ارتكاب الجريمة دينية وطائفية وأن القاتل شيعي المذهب، على خلاف الحقيقة.

كما قضت المحكمة بحبس الجاني والذي لم يفلح بالحصول على وظيفة طيلة فترة تواجده في المملكة التي لم تتجاوز 5 شهور فقط قبل ارتكابه للواقعة؛ وذلك لمدة 3 سنوات عن تهمة السرقة لمنقولات القتيل لعدم ارتباطها بباقي التهم، وأمرت بإبعاده نهائيا عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة المقضي بها.

وقالت المحكمة في أسباب حكمها أنها استمعت إلى جميع الشهود في القضية كما استمعت إلى الأطباء النفسيين، كما ورد بخطاب مستشفى الطب النفسي الذي أكد أن المتهم لا يعاني من أيه أعراض خلال ارتكابه للواقعة، وأنه كان مدركا لما يقوم به وقادر على التمييز ما بين الصواب والخطأ.

وأضافت أن نية القتل كانت متوافرة لدى المتهم وذلك بالمظاهر الخارجية، إذ تمكن من تقييد المجني عليه مستغلا عجزه كونه في حالة سكر ثم خنقه بواسطة يده وجلوسه على ظهره ولم يقم إلا بعد أن تأكد أن روح المجني عليه أزهقت، مما لا يدع مجالا للشك بتوافر نية إزهاق روحه وينم عن وحشية الجاني لا حد لها، مؤكدة اطمئنانها لأدلة الإثبات في الدعوى ولا مجال للتشكيك في صحتها.

واكتشفت السلطات الأمنية الجريمة بعد تلقيها بلاغا من ابن خالة المجني عليه، والذي أفاد أنه عثر على جثة نسيبه بداخل شقته، موضحا أنه كان قد تلقى اتصالا من أحد أصدقائه العاملين في صالون حلاقة، مبينا له أنه ولمدة يوم كامل لم ير المجني عليه، مؤكدا على أنه كان قبل يوم واحد يتحدث معه هاتفيا وفجأة سمع صوت صراخ صادر من شخص مجهول تجاه المجني عليه، والذي طلب منه إثبات هويته، وانقطع الاتصال ببينهما بعد تلك الصرخات.

وأشار عامل صالون الحلاقة للمبلغ أنه اعتقد أن الشرطة قد استوقفت المجني عليه، خصوصا أنه كان دائما بحالة سكر.

وأوضح المبلغ أنه على إثر ذلك الاتصال توجه مباشرة إلى مسكن المجني عليه وبرفقته صديقه العامل بصالون الحلاقة، إلا أنهما تفاجآ بأن باب الشقة غير مغلق ومفتوح قليلا، فدخلا وشاهدا أن الشقة في حالة غير طبيعية، وصدما بمشاهدتهما لجثة المجني عليه ممدا على سريره، فما كان منهما إلا أن أبلغا الشرطة بالواقعة.

وتوصلت تحقيقات النيابة العامة حسبما ورد في اعترافات المتهم الذي لم تتجاوز فترة إقامته في البلاد أكثر من 5 أشهر، أنه في يوم الواقعة فجرا كان واقفا مع عدد من الأشخاص، وقد التقى بالمجني عليه أثناء ما كان الأخير بحالة سكر بيِّن.

وأضاف أنه تحدث مع المجني عليه وطلب منه تسليمه بطاقة هويته ثم اعتدى عليه بالضرب، وعندها لاذ المجني عليه بالفرار من المكان، فلحق به لحين وصولهما إلى مقر سكن الآسيوي وواصل الاعتداء عليه بالضرب، بعد أن قيّد يديه، وخنقه إلى أن تأكد من مفارقته للحياة.

ولفت إلى أنه حاول تشويه مسرح الجريمة بالبعثرة والتخريب في شقة المجني عليه، إذ سكب الصابون والمبيّض "الكلوروكس" وبعض البودرة على جثة المجني عليه لتشويهها لحماية ما قد يكون من أدلة اتهام ضده في حال تم القبض عليه.

كما اعترف الجاني المقبوض عليه في أقل من 24 ساعة، أنه تعمد كتابة عبارة "يا حسين" على جدار الشقة، لتظليل المحققين في الواقعة، وللإيحاء بأن دوافع القتل كانت طائفية وأن مرتكب الجريمة من الطائفة الشيعية، كما سرق حقيبة خاصة بالمجني عليه وارتدى بعض ملابسه ولاذ بالفرار من تلك الشقة.

وأوضح المتهم الذي حضر للبلاد على كفالة إحدى العيادات الطبية كون أن شقيقته تعمل طبيبة بأحد المستشفيات، كونه يرغب في العمل بالبحرين لكن دون جدوى، أنه لا يعرف المجني عليه أصلا، إلا أنه ما إن شاهده بحالة السكر المشار إليها حتى بادره بالسؤال عن اسمه وديانته وعن الرسول الأعظم (ص)، مدعيا أنه ولحبه لمملكة البحرين لا يقبل بأن يشاهد شخص ما يتمشى فيها وهو بحالة سكر.

ولفت إلى أن سبب ملاحقته للمجني عليه كان في البداية لنصحه فقط، إلا أنه بعد دخوله للمبنى الذي يقطن فيه المجني عليه طلب من الأخير أن يفتح له باب الشقة بهدوء، وبالفعل فتح إليه الباب، إلا أنه وحتى لا يهرب منه المجني عليه تعمد قفل الباب، وعندها تفاجأ بالمجني عليه يضربه فحصل بينهما شجار بالأيدي حسبما يدعي.

وأكد على أن سبب استعماله للمواد الكيميائية على جثة المجني عليه هو أنه تذكر مشاهدته لفيلم تعمد فيه القاتل إخفاء الأدلة بسكب تلك المواد على جثة القتيل، فحاول تقليده وسكب الكيمياويات على جثة المجني عليه وعلى أرجاء الشقة، فضلا عن أنه سكب كمية من المشروبات المسكرة عليه أيضا.

وقرر أنه تعمد إسناد الجريمة للطائفة الشيعية كونه يكرهها ويحمل الحقد تجاه منتسبيها، لذا فإنه استعمل أحمر شفاه في كتابة تلك العبارة المذكورة أعلاه حتى يعتقد أفراد الشرطة أن الجاني شيعي المذهب، وبعد انتهائه من كل ذلك غطى رأسه بقطعة قماش ووضع ملابسه التي كان يرتديها وقت ارتكاب الجريمة في حقيبة خاصة بالمجني عليه ورماهم في حاوية قمامة، لكنه سرعان ما رجع للشقة للتأكد من أن المجني عليه قد توفي فعلا، كما شغل المكيف والمروحة ولاذ بالفرار.

وكانت أحالته النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 3يوليو 2018، قتل عمدا المجني عليه مع سبق الإصرار بأن بيت النية على قتله إذ خطرت بذهنه فكرة القتل وأتيح له الوقت الكافي للتفكير بها وهو بحالة هدوء وسيطرة على المجني عليه ثم صمم عليها ونفذها فقيد يدين ورجلين المجني عليه واعتدى عليه بالضرب وخنقه من رقبته قاصدا من ذلك إزهاق روحه وبلغ مقصده بأن أحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، مستغلا في ارتكاب جريمته عجز المجني عليه عن المقاومة وفي ظروف لا تمكن الغير من الدفاع عنه لكونه بحالة سكر وتقييد في مسكنه بمفرده، كما اتخذ طرق وحشية لارتكاب جريمته ومثل بالمجني عليه إذ شل حركته وضربه وخنقه لأكثر من مرة، كما قام بتصويره ومن ثم أزهق روحه.

هذا وقد اقترنت تلك الجناية بالجرائم التالية، دخل مسكنا خلافا لإرادة صاحب الشأن فيه والسرقة والإتلاف وتضليل القضاء وانتهاك حرمة جثة؛ وذلك بأنه بذات الزمان والمكان دخل مسكن المجني عليه بدون إذنه أو موافقته وأتلف محتوياته، كما سرق المنقولات والمملوكة للمجني عليه وانتهك حرمة جثة الأخير وغير من حالتها ومن حالة مسكنه بهدف تضليل القضاء، كما أنه دخل مسكن المجني عليه خلافا لإرادته وفي غير الأحوال المبينة قانونا وذلك بقصد ارتكاب جريمة.

كما سرق المتهم المنقولات المملوكة للمجني عليه من مسكنه، وأتلف منقولات أخرى تعود ملكيتها للمذكور، كما انتهك حرمة جثة المجني عليه وأحدث بها الحروق، والتي تسبب بها بقصد تضليل القضاء بتغيير حالة المجني عليه ومكان الواقعة والأشياء المتحصلة من جريمة القتل العمد، بأن حسر بنطال المجني عليه للإيحاء بأنه قد تعرض للاعتداء على عرضه، كما افتعل الفوضى والبعثرة والتكسير وسكب مجموعة من السوائل على المجني عليه وبأنحاء متفرقة من مسكنه، وكتب على الحائط عبارات للإيحاء بأن الجاني ارتكب جريمته لدوافع معينة.