العدد 3926
الإثنين 15 يوليو 2019
banner
مأزق السقوط الحتمي
الإثنين 15 يوليو 2019

عقوبات وضغوط دولية غير مسبوقة ضد نظام الملالي، سخط وغضب شعبي متعاظم لا يمكن كبحه، ونضال استثنائي للمقاومة الإيرانية داخل وخارج إيران صار مادة أساسية لوسائل الإعلام الدولية، هذه هي باختصار أوضح صورة للأوضاع في إيران، والنظام الذي تمكن لأعوام طويلة من خداع العالم وإطلاق مزاعم كاذبة بشأن كونه نظاما يريد أن يكون عضوا نافعا في المجتمع الدولي، انقطع حبل كذبه هذا بعد أن تمكنت المقاومة الإيرانية من دحض وتفنيد مزاعمه الكاذبة وإثبات حقيقة كونه نظاما متطرفا وإرهابيا لا يؤمن بمبادئ حقوق الإنساني، بل بأفكار ومبادئ قروسطائية يريد فرضها قسرا على الشعب الإيراني وكذلك على شعوب البلدان التي تخضع لنفوذه.

نظام الملالي الذي سعى لركوب العديد من الموجات لكي يوفر أفضل الظروف والأوضاع من أجل ضمان استمراره وبقائه، وفي نفس الوقت لم يتخل عن نهجه الاستبدادي القمعي وظلت سجونه ممتلئة بأضعاف طاقاتها وعمليات التعذيب الوحشي جارية في أقبية ودهاليز هذا النظام، وكذلك استمرار حملات الإعدام دونما انقطاع، لكن المعلومات الدقيقة التي تمكنت المقاومة الإيرانية من إيصالها لوسائل الإعلام العالمية، أكدت كذب وخداع هذا النظام واستحالة أن يتمكن هذا النظام الرجعي الوحشي أن يتأقلم مع المجتمع الدولي، بل إنه أشبه ما يكون بحقل ألغام ومتفجرات، ولاريب من أن أكاذيب النظام لم تصمد أمام حقائق المقاومة الإيرانية، وأن موقف النظام ليس ضعيفا فقط، إنما صار يواجه الرفض والتشكيك على مختلف المستويات.

الأزمة الطاحنة التي انتهى إليها نظام الفاشية الدينية وكان مسك ختامها انتفاضة 28 كانون الأول 2017 والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وإدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب إلى جانب العقوبات المفروضة على النظام، كل هذا جعل النظام يقف عاجزا لا يعرف ماذا يفعل وكيف يواجه هذه الأزمة وينجو من آثارها المدمرة، لكن ليس هناك في الأفق ما يمكن أن يساعد هذا النظام ويسعفه للخروج من أزمة السقوط الحتمي التي يواجهها، ذلك أن ما يواجهه داخليا سنة من سنن التاريخ التي لا مجال لتغييرها، فهذا النظام الرث فقد أسباب بقائه واستمراره أمام قوة تقدمية حضارية إنسانية متجددة تمثل المستقبل الذي لا يمكن أن يقاوم والمتمثلة في المقاومة الإيرانية. “الحوار”.

 

ليس هناك في الأفق ما يمكن أن يساعد هذا النظام ويسعفه للخروج من أزمة السقوط الحتمي التي يواجهها

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .