نظمت شركة بابكو ندوة تعريفية عن برنامج مشروع تحديث مصفاة بابكو المقامة من قبل شركة نفط البحرين، المشروع الأضخم من حيث الاستثمارات في تاريخ مملكة البحرين، حيث تبلغ تكلفته 6 مليارات دولار وسيكون الأحدث في المنطقة، ويخلق 750 وظيفة النسبة الأعلى منها للبحرينيين، ويرفع السعة التكريرية بنسبة 42%.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بابكو الدكتور بيتر بارتلت إن هدف مشروع تحديث المصفاة هو زيادة السعة التكريرية وتعزيز قائمة المنتجات من ناحية الكم والنوع وتحسين كفاءة الطاقة مما يجعل المصفاة من إحدى المصافي الأكثر تنافسا وامتثالا للمعايير البيئية، ويعتبر ركيزة هامة لاستدامة الشركة على المدى البعيد وتوفير البنية التحتية اللازمة لرؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وأوضح بارتلت أن المشروع يرفع من السعة التكريرية للخام من 267 ألف برميل إلى 380 ألف برميل في اليوم بنسبة تبلغ 42%، كما ستقوم وحدة الهيدروجين بتحويل 78% من المواد الخام ذات الجودة المنخفضة إلى منتجات التقطير التي سيتم تكريرها لاحقا إلى منتج ذو جودة عالية من الديزل والكيروسين، وبزيادة تبلغ 28% بمؤشر كفاءة الطاقة من خلال دمج الوحدات ذات الكفاءة العالية.

وكشف الرئيس التنفيذي لبابكو عن حجم الأعمال في المشروع الجديد حيث سيتم بناء 15 محطة فرعية، و 21 وحدة معالجة إضافية، وقال إنه تم تجهيز موقع المصفاة في عام 2018 والبدء في عمليات الهندسة والمشتريات والتشييد في فبراير من ذات العام، وبدأت الأعمال الإنشائية في المنطقة غير النشطة وتأمين التمويل نهاية 2018، وتم وضع حجر الأساس في مارس 2019، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء محطة فرعية تابعة لهيئة الكهرباء والماء وتشغيل المحطة الفرعية للمشروع في 2020، على أن يتم تدشين وحدتين في 2021، والحصول على شهادة قبول المشروع في 2022.

وأكد بارتلت أن المشروع سيكون له تأثير إيجابي كبير على تنمية واستدامة الاقتصاد الوطني، حيث سيكون مصدرا مهما للصادرات والتبادل الأجنبي، وسيعمل على تحفيز الأنشطة الإنتاجية ذات الصلة بالإضافة إلى قطاع الخدمات المحلي.

وشدد الرئيس التنفيذي لبابكو على أولوية الحفاظ على البيئة والتي تأتي ضمن سياسة الشركة للحفاظ على البيئة والصحة والسلامة، وتطبيق معايير الصحة المهنية والسلامة الصناعية والبيئية ومراقبة تنفيذ تلك المعايير من خلال المراجعة الشهرية لأنشطة الإنشاء من قبل مكتب استشاري بيئي مستقل، وقال إن بابكو ملتزمة بحماية الموارد البرية والبحرية ، ولا يتوقع حدوث تأثيرات جسيمة على البيئة البحرين، كما لن يؤثر المشروع في فترته التشغيلية على خصائص أو كميات المياه العادمة الحالية ولن يغير الوضع الحالي في البيئة البحرية.

من جانبه قال مازن مطر مدير المبادرات الاستراتيجية بالشركة، إنه قد تم  الانتهاء من مرحلة تصميم المشروع في 3 مراكز وهي روما ومدريد وسيول، وبدأ المشروع في تنفيذ الأعمال الإنشائية بالمواقع الرئيسية بمملكة البحرين، ووصف الخطوة بالمتقدمة في المشروع الأضخم حيث بدأ المقاول في توريد المعدات وتنفيذ بعض الأعمال الرئيسية فيما يتعلق بالمرحلة الأولى للمشروع بمنطقتين أحدهما قرب المصفاة وكذلك في سترة القريبة من مرفأ سترة.

وأوضح مازن أن المرحلة الأولى تشمل توفير الخدمات المساندة للمشروع من خزانات المنتجات النفطية والاستعداد لتجهيز المواقع للتنفيذ، وقال إن من أكبر تحديات المشروع هو حجم القوى العاملة والذي من المتوقع أن يبلغ 25 ألف عامل، لإنشاء مخازن المستودعات للمعدات وتجهيز مواقع تنفيذ الأعمال الخاصة بالخزانات والأنابيب، لافتا إلى أن تلك الأعمال تتطلب تجهيز مواقع عمل كثيرة سواء في سترة أو مناطق أخرى في البحرين.

وأضاف: تجهيز تنفيذ المراحل المتقدمة للمشروع هو الآن أهم نشاط يتم القيام به بالتعاون مع المقاولين الرئيسيين للمشروع، وقد تم الانتهاء من 70% من مناقصات المشروع عن طريق المقاول الرئيسي وبإشراف الشركة على المشتريات

وحول نسب البحرنة والوظائف التي سيخلقها المشروع قال مطر إننا نطمح أن تصل البحرنة في المشروع إلى نسبة عالية جدا، مشيرا إلى أن العاملين في العمليات والصيانة والأمن والسلامة سيكونوا جميعهم من البحرينيين، بينما سيتم الاستعانة بالخبرات الأجنبية في بداية التشغيل بالإضافة إلى الكوادر الهندسية الموجودة حاليا في الشركة والتي سيتم نقلها للمشروع الجديد للتدرب عليه ومن ثم تشغيله من قبل الشباب البحرينيين بعد تدريبهم على التكنولوجيا الخاصة بالعمليات، وقال إنه من المتوقع أن يخلق المشروع 750 وظيفة جديدة.

وأكد مدير المبادرات الاستراتيجية في بابكو على أن المصفاة في حال الانتهاء منها ستكون من أحدث المصافي الموجودة في المنطقة، موضحا أن تكلفة المشروع تبلغ 6 مليارات دولار، وهدفه الرئيسي هو تغيير المنتجات إلى أخرى ذات قيمة أعلى وبالتالي رفع المردود المالي والاقتصادي للمشروع وتلبية احتياجات السوق من تلك السلعة.