صحيح أن البحرين صغيرة، وسط محيط يعج بالكبار، وهي محدودة الإمكانيات وقليلة الموارد، ولكن ليثق الجميع أن هذا البلد العظيم بتاريخه وحضارته وشعبه لن يهزه خبر أو برنامج بثته قاناة الجزيرة الإخوانية.

ونقول لمن يعتقد أن البحرين تهتز باعلام مسعور وغيرهم بالداخل والخارج سأذكرهم بالبحرين، ومن هي البحرين؟ وأين سر قوتها الذي لا يعرفه إلا من عشقها وأحبها ودافع عنها وعرف جوهرها وتصدى لأعدائها وعرف سر قوتها الأزلية التي وُجِدت منذ أن وجدت هذه الجزيرة الشامخة بالتاريخ السحيق والحديث.

البحرين يا سادة، البلد الذي تصدى لادعاءات وتهديدات شاه إيران بعز قوته وذروة جبروته حين كان يخشاه الجميع ويركع له، وقفت بشموخ في وجهه وكسبت حريتها واستقلالها للأبد، البحرين البلد الذي تصدى لمحاولات الانقلاب المتعددة منذ العقود السالفة وانتزعت انتصاراتها بكل جولة خاضتها، البحرين واجهت حروب المنطقة كلها وخرجت منها أقوى، وهي التي فتحت ذراعيها لأشقائها وقت المحن واحتضنتهم، البحرين لم تهزها الأزمات المالية التي هزت العالم على مدى الدورات والعقود التي شهدت فيها المنطقة والعالم ركوداً، ورغم ما عانته الدول من أزمات لم تتأخر رواتب البحرينيين منذ أكثر من نصف قرن يوماً واحداً ولم تتوقف عجلة التنمية والبناء حتى في أحلك الأوقات والأزمات، وكان العالم يندهش لسر تلك القوة المخبأة في باطن هذه الدولة.

لا أريد الاسترسال بتذكير البعض من هي البحرين وماذا تملك من قوة سرها الأزلي المتمثل في إمكانيات وموارد وثروات هائلة محفورة في جوهرها ولا يراها إلا من آمن بها، لذلك أستغرب من اعتناق البعض لهجة خافتة وصوتا منطفئا وترددا غريبا حينما يتحدث عن البحرين وينسى من تكون، حتى اعتقدت أن هذه اللهجة التي يتحدث بها هؤلاء مستوردة من جهة تود إضعاف البحرين لأنها ترى فيها خطراً على مشاريعها العدائية والتآمرية.
سر البحرين ليس بحجمها الجغرافي ولا خزائنها المجنونة من الورق، ولا عدد سكانها، سر قوتها في من يؤمن بها وبرجالاتها الأفذاذ، وبشعبها وقيادتها، وليثق الجميع أن هذا البلد العظيم لا يتأثر لمجرد خبر تافه وترهات رددتها قناة مفلسة تريد الانتقام من مكانة البحرين وترى في البحرين خطراً على وجودها.
تنويرة:
الدواء قاتل إن لم تعرف الداء!.