بالقدر الذي يتيح التطور المتسارع في المنصات الإعلامية فرصًا ترويجية هائلة للأعمال، يفرض ذلك التطور تحديا كبيرا على جميع المؤسسات يتعلق بضبط رسالتها الإعلامية التي تعينها على تحقيق أهدافها ولا تعرقل مسيرة نموها وتطورها.
قبل أيام قليلة، نشر أحد المشاريع الناشئة في البحرين إعلان توظيف تضمن عبارات غير مناسبة أثارت حفيظة كثير من المواطنين الذين رأوا في الإعلان تقليلا من شأن الشباب الباحثين عن عمل؛ ما دعا مسؤولا في وزارة العمل للتحقيق في الإعلان وعرضه على المستشار القانوني بالوزارة؛ تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الجهة المعلنة.
وبغض النظر عن الرأي الذي سيخلص إليه المستشار، فإن الجهة المعلنة، التي أرادت الترويج لنفسها في قالب فكاهي، على ما يبدو، قدمت نفسها بصورة سلبية أضرت بسمعتها، وتركت انطباعا سيئا عن مشروع تجاري واعد؛ نتيجة عدم الاستعانة بالمشورة الإعلامية المتخصصة.
المؤسسات بمختلف أحجامها وأعمارها عليها ألا ترتكن فقط على تقديم أفضل الخدمات والمنتجات التنافسية، بل يجب أن تنظر إلى الجانب الإعلامي باعتباره أحد جناحي الطائرة اللذين يمكنانها من التحليق في سماء النجاح، حتى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أدركت أنها مهددة بفقدان التمويل الحكومي لبرامجها ما لم تتمكن من إقناع الجمهور بأهمية عملها، فخصصت جزءا كبيرا من ميزانيتها لتطوير الشق الإعلامي وتحسين أداء علاقاتها العامة.
من بديهيات صياغة إعلانات التوظيف تقديم صورة إيجابية عن الجهة المعلنة؛ للترويج للمؤسسة وتشجيع الباحثين عن العمل على التقدم للوظيفة بدلا من تنفيرهم بالتهديد والوعيد في لغة أقرب إلى الكوميديا السوداء منها إلى الفكاهة.