العدد 3935
الأربعاء 24 يوليو 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأصل في الاستثمار... الإنسان
الأربعاء 24 يوليو 2019

كتبت مرات عدة وكررت الكلام طوال السنوات الماضية، وقلت الإنسان هو الاستثمار الحقيقي وكل ما يأتي بعده هو من صنعه، تحدثت عن مستقبل الاستثمار في البحرين وكيفية تطوير صناعة الإنسان قبل صناعة الكلام، فالكلام في الجرائد سهل، لكن البنيان في قواعد من أجل الإنسان صعب، والأصل هو أن كل التنمية والبناء والاستثمار من أجل الإنسان فلماذا لا يكون الاهتمام بالإنسان هو الأصل من البداية؟

الاستثمار الحقيقي للأمم بوجود خطة واستراتيجية قائمة على الاستثمار في الإنسان قبل التفكير بتجارب عشوائية نهدر سنوات من الجهد والأموال فيها، سوى ما نقرأه كل يوم من دعم لشركات وأفراد وتأسيس المشاريع حتى بلغ الأمر بأموال المؤسسات الوطنية أن تذهب لمعارض ومهرجانات تقيمها الشركات والمؤسسات من غير جدوى سوى الإعلان عن هذه النشاطات في دوامة مستمرة إلى ما لا نهاية ولا نرى نتيجة سوى إهدار أموال عامة لأن الهدف ليس الاستثمار في الإنسان وإلا رأينا خلال هذه السنوات نتائجها على نصف سكان البحرين من ذوي المؤهلات العليا. المؤسسات الوطنية لم تصل بعد لمستوى الإقناع بنتائج تبرر هذه الجهود منذ سنوات سوى أن قلة قليلة استفادت، منها بعض المسؤولين الذين يتقاضون رواتب خيالية مقابل استشارات لا أقول وهمية ولكن لم تسد فوهة البطالة المطلة برأسها.

لقد استهلكت هذه المؤسسات وقتاً طويلاً منذ تأسيسها وأموالا طائلة، ورغم ذلك لم نر بعد نهاية لسد عجزنا في مواجهة بطالة صارخة، انعدم معها شعار الاستثمار في الإنسان وبدأ الاستثمار في التجارب.

إن الاستثمار الحقيقي هو ذلك الذي يصنع قاعدة تبدأ بالإنسان وتنتهي بالإنسان، هو الذي يفتح المصانع ويؤسس القواعد ويقيم المشاريع الناجحة والمدرة للأموال والأرباح، الإنسان عندما تتاح له فرصة العمل القائم على قواعد خارج التجارب كل يوم الضمانة الحقيقية لمسيرة طويلة من النجاح تبدأ بخطوات ثابتة أساسها الإنسان البحريني لا استيراد العقول الأجنبية من الخارج، لا يعني ذلك الاستهانة بالخبرات ولكن لا نسلم أمرنا فقط للاستشارات التي تأتي وتذهب دون أن تترك بصمة في واقع حالنا، أخبروني كم حققت لنا هذه الاستشارات الخارجية من نتائج طوال هذه السنوات؟ كم حققنا من قفزات في تحقيق الاستقرار الوظيفي للطوابير الحاشدة من العاطلين؟ أعود للقول إن الأصل في مسؤولية الأمم هو الإنسان وكل الشعارات المرفوعة من دون الإنسان شعارات فوقية استهلاكية.

 

تنويرة:

الفرق بين الفقر والغنى المال، والفرق بين الغنى والفقر المال، كم صعبة هذه المعادلة!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .