العدد 3938
السبت 27 يوليو 2019
banner
عقوبات العزل والحصار ستضع طهران على شفير الصفقة أو الانتحار (3)
السبت 27 يوليو 2019

مع عبور إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 % في غضون 60 يوماً، تعبر الكثير من الخطوط الحمر غير المقبولة لدى أيٍّ ممّن راهنت على مساندتهم لها في وجه إدارة ترامب - أوروبا والصين وروسيا، وكذلك القاعدة الشعبية الأميركية وأعضاء الكونغرس، صحيح أن أعداء دونالد ترامب يريدون له الفشل ومعارضيه يتمنون إخراجه من البيت الأبيض، لكن امتلاك إيران السلاح النووي أو القدرة على تصنيعه الخط الأحمر لدى الأميركيين شأنهم شأن بقيّة العالم، لذلك سيحظى دونالد ترامب بالدعم الأميركي والدولي الذي أراد حشده في العد العكسي إلى الضربة العسكرية.

الخطوة التالية في العقوبات النوعية التي ينوي فرضها ستزيد القيادة الإيرانية جنوناً لدرجة التهوّر أكثر واتخاذ قرار الانتحار، أو لربما تقودها إلى الحكمة فتجمع أوراقها المتناثرة وتعيد النظر وتقبل شرب كأس السم وتتراجع عن مواقفها وترضى بتعديل سلوكها الإقليمي وإعادة التفاوض على الاتفاقية النووية.

تلك الخطوة ستكون عبارة عن حصار بحري وإجراءات عزل تمنع جميع الدول من التعاطي مع إيران وأذرعتها، مالياً أو عبر توفير السلاح لها، إذا أضيفت إليها العقوبات التي تثير نقمة الشعب الإيراني على النظام، سيدفع هذا التصعيد الأميركي القيادة الإيرانية إلى الاختيار بين التنازل والانتحار.

دونالد ترامب فقط يعرف ما في ذهن دونالد ترامب، لكن إيران ستسعى وراء ابتزاز الانتخابات الرئاسية لتضغط على الرئيس الأميركي كي يقنّن المفاوضات حصراً في الملف النووي والباليستي في مقايضة استبعاد التوسّع الإيراني إقليمياً. إسرائيل مهمّة في هذه المعادلة لأن دونالد ترامب منحاز لإسرائيل ويضع أمنها فوق كثير من اعتباراته في الشرق الأوسط... والسؤال هنا هو: هل سترغب إسرائيل في الحفاظ على استمرار علاقاتها التهادنية التاريخية مع إيران ضمن تفاهمات مع طهران حول تواجدها في سوريا وحول مصانع صواريخها في لبنان وحول “حزب الله”، أو أنها ستفضِّل استغلال فرصة القضاء على التهديد الوجودي لها الذي تتوعّد به طهران؟. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية