+A
A-

الطائف: مدينة الجمال الطبيعي

تشتهر مدينة الطائف بأنها "مدينة الورد"، لكن الورد ليس المقوم الوحيد في المدينة. فمن سلاسل الجبال إلى المحميات الطبيعية والمتنزهات، تزخر الطائف بجمال طبيعتها الخلابة ووفرة وتنوع منتوجها. لا يخفى على أحد طقسها المعتدل خلال أشهر الصيف، مقارنة ببقية مناطق المملكة، والذي يتيح لك الاستمتاع بجمالها الطبيعي في الهواء الطلق.

ويعتبر محور الطبيعة من أهم محاور موسم الطائف الذي ينطلق في عامه الأول، وهو مهرجان يمتد لثلاثين يوماً تحت مظلة "مواسم السعودية" ويهدف لإبراز مكانة الطائف كـ"مصيف العرب" والوجهة المصيفية المختارة للزوار من داخل المملكة وخارجها طوال شهر أغسطس مع تقديم مجموعة من الفعاليات والأنشطة النوعية التي تُبزر المقومات الطبيعية المتنوعة لمدينة الطائف.

وبالتأكيد، فإن الزهور من أهم محاور المهرجان، بما يعكس أهميتها للمدينة. في موسم القطاف، يتم تجميع 70,000 وردة يومياً وتستخدم في صناعة مجموعة متنوعة من المنتجات، كالعطور وماء الورد والصابون ومرطبات البشرة وغيرها من المنتجات العلاجية ومنتجات الاسترخاء. يحتاج إنتاج زجاجة صغيرة من دهن الورد الصافي لآلاف الزهور، وقد يصل سعر الأوقية الواحدة لبعض آلاف من الدولارات.

قرية الورد

ولإبراز دور الورد في الثقافة المحلية، إلى جانب إمتاع حواس الزوار، تأتي "قرية ورد" كواحدة من أهم معالم موسم الطائف. حيث تضم القرية ثمانية أقسام مفتوحة طوال الموسم لتقدم للزوار معلومات عن تاريخ الورد الطائفي ومراحل زراعته وتقطيره والمنتجات التي تُصنع منه - كل ذلك بشكل تعليمي وترفيهي.

عند مدخل "قرية الورد" ستعبر من "بوابة الورد" العملاقة المؤلفة من أجمل الزهور والمصممة لتجهزك لما ينتظرك في الداخل. أما في داخل القرية نفسها، فهناك الكثير من ورش العمل والمعارض التي تقدم لك معلومات عن مختلف نواحي زراعة وإنتاج الورد، إلى جانب "بستان الحرف" الذي يتيح للزوار التعرف على كيفية استخدام الورد في منتجات مثل الشمع والصابون والعطور وغيرها. كذلك، يتيح "سوق قرية ورد" للزوار شراء مجموعة واسعة من البضائع التي يدخل الورد في صناعتها. أما عن عروض "قرية الورد"، فتضم أوركسترا الورد وموكب الورد - وهما عرضان يُقدمان ست مرات يومياً - ويمتزج فيهما جمال الورد والموسيقى ليمتع حواس الزوار. كما تضم قرية الورد مجموعة من المطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى المشروبات والمأكولات بنكهة الورد الطائفي، مثل الآيس كريم والشاي بالورد وغيرها الكثير.

تشتهر الطائف أيضاً بمنتوجها الطبيعي المتنوع من الفواكه مثل التوت والرمان والعنب والرطب والخوخ والبطيخ، وهي جميعها متاحة في أكشاك الفاكهة في الأسواق الشعبية بالمدينة. جدير بالذكر أن موسم الطائف سيضم سوقاً للفواكه يقدم مجموعة مختارة من المنتجات الموسمية مثل الرمان والتين والعنب.

المغامرات الجبلية

بالتأكيد سيرغب محبو المغامرة والطبيعة في التعرف على طبيعة المنطقة بشكل مباشر، وهنا يبرز دور طقس الطائف الصيفي البديع. فمع انخفاض درجات الحرارة في الطائف بشكل كبير عن غيرها من مناطق المملكة، فإنها تصلح كوجهة سياحية على مدار العام، ومقصد السياح للاستمتاع بجبالها الخلابة مثل جبال الهدا والشفا. 

ومن أهم الوجهات في المنطقة منتزه جبل دكا الذي يمتد على مساحة 10,000 متر مربع. يقع المنتزه على قمة جبل الشفا، ويمكن من خلاله مشاهدة أجمل المناظر للجبال في المنطقة، كما يستطيع الزوار المشاركة في أنشطة مثل ركوب الإبل أو تأجير الدبّاب الرباعي. وهناك أيضاً مرافق للشواء والنزهات العائلية ومجموعة من أماكن الإقامة.

أما جبل الهدا، فيشتهر بقرود البابون التي تعيش على جانبي الطرق السريعة المؤدية إليه. ولأن السكان المحليون يطعمونها باستمرار، فإن تلك القرود معتادة على البشرة ومستأنسة نسبياً. كذلك يشتهر جبر الهدا أيضاً بالتليفريك الأكبر في الشرق الأوسط ، والذي يمكن من خلاله الاستمتاع بأجمل المناظر فوق جبال الطائف.

وطوال موسم الطائف، ستكون هناك مجموعة من رحلات المشي الجبلي كل يوم، يتمكن فيها الزوار من التجول سيراً في المعالم المحلية الخلابة، بمشاركة عدد من أهم المغامرين العالميين. ويمكن لمحبي المشي الجبلي الاختيار من بين ثلاث تجارب فريدة ضمن أنواع مختلفة من البيئات، بما فيها الجبال بجمالها وعظمتها.

إن الطائف تتمتع بمقومات تلبي أذواق الجميع، كهؤلاء الذين يرغبون في الاستمتاع بالجمال الهادئ للورد الطائفي، أو محبي الطعام والشراب، أو المستكشفين الراغبين في الانخراط في الطبيعة والشعور بها بشكل مباشر. ولذك فإن موسم الطائف سيكون منصة تقدم فيها الطائف أفضل ما لديها - فتعالوا واستمتعوا بجمالها الخلاب.